top of page
Writer's pictureRazan Abou Chakra

الباحثة ميادة كيالي تأكد بأن الأديان التوحيدية لم تنصف المرأة في تأويلها


"أنا لا أرى أن أحد الأديان التوحيدية حققت العدالة ما بين الرجل والمرأة"، هذه العبارة لخصت موقف الباحثة في تاريخ الحضارات والأديان القديمة، الدكتورة ميادة كيالي، في المؤتمر الصحفي، المنعقد في الجامعة الأمريكية في دبي، صباح الثلاثاء الماضي، الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر)، بإدارة الدكتور موسى برهومة. حيث تمحورت الأسئلة حول سبب هروبها من حلم الهندسة إلى "مشروع الحياة". والإنقلاب الذكوري الذي تسبب في تدني مكانة المرأة منذ العصر البابلي، ومع فقه الأديان التوحيدية ومقارنتها بالأديان السومرية القديمة، بالإضافة إلى طرح أبرز القضايا النسائية المجتمعية في القرن الواحد والعشرين مع ذكر الأسباب والحلول، كما لم يخل المؤتمر من محطات في تاريخ الكاتبة المهنية والمشاريع التي تصبو إلى تحقيقها.

ووضَّحت الباحثة السورية، بأن "كل الإكتشافات تقول إن من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد كانت المرأة هي سيدة الآلهة وسيدة الكهانة وحاضنة الحضارات الأولية"، وأكملت بأن "كانت المرأة عند الرجل شيء عظيم"، وعللت هذه العبارة بأن "لم يعرف الرجل دورة في عملية الولادة حيث يوجد فترة ما بين المواقعة الجنسية والولادة،" ولكن كما شرحت أنه بعد تدجين الحيوانات واكتشاف الزراعة استطاع أن يدرك الرجل "مسؤوليته على الأولاد" وهذا أدى إلى "أن يعي الرجل أنه يجب أن يسحب نسل الأولاد لطرفه بعد أن كانت الثروات تنتقل من قبل المرأة فأقر أول مصلح في التاريخ السومري "أوركاجينا" بمنع تعددية الزواج للمرأة".

وبدأت د. كيالي شرح موقفها بأن "منذ أن حوَّل مردوخ الآلهة الأم إلى أرض وصنع الإنسان من دم حارسها كينغو، بدأت مكانة المرأة في المجتمع بالتدني." وأضافت أن "التفسير والتأويل للأديان لعب دوراً في التأثير على مكانتها المتدنية، حيث إنه في سومر أكتمل الدين بعناصره - المعتقد والأسطورة والطقس." فقالت "فنحن من التاريخ القديم والأساطير يمكننا أن نفهم مكانة المرأة، ولكن لا يمكن أن أفهم لماذا الفقه الجديد يعامل المرأة على أساس الدين هكذا قال" وأعرب هذا الجزء من الحوار على أن الدكتورة درست منعكسات الأساطير القديمة على المرأة. وكشفت بأن مشروعها القادم سيتمحور حول مكانة المرأة في الأديان التوحيدية وتشريعاتها.

وفي بداية حديثها الصحفي، عبَّرت رئيسة دار نشر "مؤمنون بلا حدود"، عن حبها في نقل تجاربها إلى الشابات كي يتعلموا كيف أن "من لا شيء يخلق شيء". وأكملت "أنا من عائلة تربينا فيها أن البنت تساوي عشرة شباب وأن العلم والعمل شيء أساسي رغم أن كان هذا مفاجئ من عائلة في الخمسينات في سوريا". وعلقت بأن "والدي كان إنساناً يحب الحياة ومن الثوار وكان عنده ترجيح لكفة الأنثى، أما أمي فهي مجتهدة وقادرة على أن تنهض بعائلتها بكل الظروف."

ورداً على سؤال "كيف يمكن الإنسان أن يهرب من حلمه؟" قصت لنا الكاتبة قصتها مع الحياة، فقالت "أنا هربت من الهندسة" وعللت ذلك لأنه لم يتحقق حلمها "فالواقع بصورته الحقيقية يخالف تماماً ما حلمت به". وأكملت قصتها حين سُئِلت "ما الذي شجعك على الكتابة؟"، فكشفت بأنها لم تكن تفكر بذلك ولكن "وفاة أمي في عام ٢٠٠٣ شكل صدمة لي" حيث كانت والدتها هي الوحيدة التي حزنت عندما تركت ابنتها الهندسة، فكانت تقول "فإذا أتى الإنسان إلى الحياة ولم يترك شيئاً يتذكرة الناس فكأنه لم يلد ولا عاش."

وعبَّرت الباحثة على أن الكتابة كانت بمثابة "سترة نجاة" لها. فبدأت المهندسة بكتابة المقالات لجريدة العصر في لبنان من ٢٠٠٤ حتى ٢٠٠٦ إلى أن انتقلت إلى أبوظبي بعد حرب تموز في لبنان، تاركه مقالاتها مع أحد أصدقائها الذي فاجأها بجمعهم في كتاب نشره، دار الساقي عام ٢٠١٠.

وأوضحت الكاتبة، أنها قررت إكمال دراساتها العليا لسببين أساسيين، الأول نوع من التحدي، فقالت د. كيالي "في ٢٠٠٦ أسست مؤسسة الدراسات في الإمارات وبدأت من الصفر" والسبب الثاني كان لأن شخصاً تحداها بعد أن عرف أن كل من يشتغل في المؤسسة من حاملي شهادة الدكتوراة في العلوم الإنسانية.

وختمت الدكتورة حوارها، بالكشف أنها تعمل على برنامج يحمي حقوق الأطفال، حيث أن "من حق الطفل أن يعيش مع عائلة تتكون من ذكر وأنثى" لأن العلاقة ما بين الأب والأم لها تداعياتها على الأولاد. ورداً على سؤال القدوة الحياتية، أكدت مديرة النشر، أن ميادة كيالي هي قدوتها في الحياة وتتمنى أن تبقى بهذه العزيمة لتكمل المشوار.

وجدير بالذكر أن الدكتورة ميادة كيالي، حاصلة على شهادة الماجستير في الحضارات القديمة عام ٢٠١٤، وشهادة الدكتوراه في التاريخ القديم عن اطروحتها "الزواج في حضارات وادي الرافدين ووادي النيل" عام ٢٠١٨. كما أن أهم مؤلفاتها، "أحلام مسروقة"، "رسائل وحنين"، "المرأة والألوهة المؤنثة"، و"هندسة الهيمنة على النساء".



3 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page