"CRID" - Fadi Syriani

مركز "CRID" يستضيف منتج أفلام الأنيميشن فادي سرياني في أولى ندواته المرئيَّة للجامعة الأمريكيَّة في دبي...

لبنانيّ الجنسيّة ومتعدّد الاختصاصات، فادي سرياني تحدّث عن رحلة انتقاله من عالم الهندسة المعماريّة إلى عالم صناعة أفلام الأنيميشن في محاولة إثبات أنَّ شغف الإنسان سينتصر رغم كل التّقلبات والصّعاب التي يواجهها، منها الدعم المادي والمسار العملي الناجح الذي يشغل المرء عن تحقيق شغفه ويأتي هذا بهدف تأكيد أن المسار التّقليدي ليس هو المتَّبع دائماً، مشيراً "لم أصل لمرحلة النّجاح التّام بعد، مازلتُ اكتشف مساري الذي يحقق شغفي."

في السّادس والعشرين من شهر تشرين الثّاني (يناير) في العام الجاري، أكدَّ سرياني لصحيفة كلية محمد بن راشد للإعلام في ندوةً مرئيَّة من مركز البحث والابتكار والتصميم (CRID) في الجامعة الأمريكيّة في دبيّ، أبرز التحديات التي يواجهها، قائلاً "من الصّعب جدّاً إنتاج أفلام الأنيميشن بجودة عالية في الوطن العربي بسبب قلة الدّعم الماديّ ولكن مازلنا ننتج."

في هذا الخصوص، عند سؤاله عن نصائحه للمهتمين بهذا النّوع من صناعة الأفلام وإن كان قد ندم على استثماره في تحقيق شغفه؟ قال "التّدرب والتّدرب والتّدرب"، مشدّداً على أهمية عدم الاكتفاء بالقليل والعمل على تنمية المهارات التّقنيّة وقراءة عدد وفير من الكتب ومشاهدة الأفلام. مضيفاً "قمّ بإشراك أشخاص آخرين مثل المنتجين والفنانين والأصدقاء من أجل التعلم من خبراتهم ونقدهم البنّاء." كما ذكر "لم أنّدم على شيءٍ بعد ولا يجب علينا النّدم فنحن في نهاية المطاف نكتسب الخبرة."

مشاريع فادي سرياني في ظل وباء كوفيد - ١٩

وكرر سرياني "هذه النّدوة بعنوان "DESTIN ANIMÉ" لا تهدف إلى الإلهام، لأن كل شخص لديه رحلته الخاصّة." ورحلة سرياني هذا العام، تتوجه نحو العمل على مشاريع عدة رغم مستجدات وباء كوفيد - ١٩، منها تنظيم عرض خاص باسمه في متحف اللوفر أبوظبي إلا أنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى.

حالياً يعمل سرياني على فيلم الأنيميشن "يوم وفاة فلاديمير" المستوحاة من تجاربه الشّخصيّة. حيث قال: "أتأثر كثيراً بفكرة الموت ونحن في زمن وباء بات الموت المفاجئ أكثر الأخبار انتشاراً، لذلك هذا الفيلم يتحدث عن حياة فلاديمير الذي كان يتعود على فكرة وفاة زوجته ليعلم في الأخير بأنه يتجهز لرحيله هو من هذه الحياة."

تم اختيار هذا الفيلم للمشاركة في المنتدى العربي للإنتاج المشترك للأنيميشن في نيسان (أبريل) عام ٢٠١٩، في إطار مهرجان "تريك فيلم" - "Trickfilm" الدّولي في شتوتغارت، ألمانيا. وفي عام ٢٠٢٠، حصل الفيلم على ترشيح لجائزة روبرت بوش للأفلام.

مقتطف لفيلم "يوم وفاة فلاديمير"

قبل الحديث عن حاضره وعن المشاريع الذي يعمل عليها ذكر سرياني سلسلة من المراحل التي كانت شرارة البدء في العمل على فيلم "يوم وفاة فلاديمير" وغيرها من الأفلام.

الأعراض المبكرة: ١٩٧٦ - ٢٠٠١

وصف سرياني مرحلة الولادة بالأعراض المبكرة، التي حدثت في ظلِّ الحرب الأهلية اللبنانية إلى عامٍ ما قبل تخرجه الثّاني كمهندس معماري، وذكر قصة أول كتابٍ أثار اهتمامه، لقصصٍ مصورةٍ "comic book" الّذي اكتشف من خلاله وسيلة جديدة لرواية القصص والتّعبير.

كتاب باللغة الرّوسيّة من سلسلة "مغامرات تن تن" وجده في ثلّاجة مهترئة في الملجأ الذي كان يختبئ به حين اشتدّ القصف عام ١٩٨٠.

صمم فادي سرياني ملصق المسرحية المدرسية عام ١٩٨٦ وحاز على جائزة لتصميمه المميز.

ورُغم تلك المؤشرات، قال سرياني أنه تخرّجَ كمهندس مدني من الجامعة الأمريكيّة في بيروت عام ١٩٩٨، ليعود في عام ٢٠٠٢، ويحصل على شهادة الماجستير من الجامعة اللّبنانيّة فرع الهندسة المعماريّة، التي شكلت أبرز نقطة تحوّل في حياته.

وصف سرياني عامين حافلين من التّجارب والمعارف المكتسبة فور انتسابه إلى الجامعة اللّبنانيّة. مضيفاً أن دراسة الهندسة المعماريّة أتاحت له الفرصة للتّعرف على الأدب والموسيقى والثقافات المختلفة. ونتج عن هذه التجارب أول فيلم له عام ٢٠٠١، بعنوان "DESTIN ANIMÉ." وذكرَ "تفاجأتُ من نجاح هذا الفيلم وسعدت كثيراً حينما كان سبب دعوتي كمخرج إلى مهرجان سينما ميديتيرانيين مونبلييه في فرنسا عام ٢٠٠٣."

سنوات الخروج عن مسار الشغف: ٢٠٠٤ - ٢٠١٣.

أشاد سرياني بالسنوات التي انتقل فيها ليعمل في مدينة دبيّ كمهندس معماريّ ووصل بنجاحه إلى أن يكون شريكاً في شركة أمريكيّة عالميّة قبل الأزمة الاقتصاديّة عام ٢٠٠٨. إلا أن مخرج أفلام الأنيميشن، قال: "عقب الأزمة، استغليت وقت هدوء اقتصاد دبي للعودة إلى المطالعة والموسيقى وعدت إلى السؤال ذاته لما أنا هنا؟"

علّلَ الكاتب سبب هذا السّؤال بعدم اكتفائه بالنّجاح الذي حقّقه وردّد: "دائماً ما تلحق التهاني جملة: أنت ناجح جداً في عملك ولكن هذا ليس مكانك."

مرحلة الانتقال: ٢٠١٣ - ٢٠١٨

في ٢٠١٢، تشجّع سرياني لينتقل إلى الدّوحة عاصمة قطر للانّخراط في عملٍ يسمحُ له بالتّفرغ من أجل تحقيق شغفه. وأخيراً بدأ سرياني بالعمل على فيلم يُدعى "عملية رودولف" - "Operation Rudolph"، ومازال هذا المشروع قيد التّنفيذ. موضّحاً "توقفّت عن العمل في المشروع لأنطلق للتدريب وذلك لتحسين مهاراتي التّقنيَّة في عالم "ستوب موشين أنيميشن" - "Stop motion animation" و"الكلايمايشين" - "claymation".

على هذا الأساس تلقّى سرياني التّدريب في "أردمان" و"استوديوهات بيكسار للأنيميشن" و"تون بوم"،

و في عام ٢٠١٦، افتتح "منصة الأنيميشن للشباب" - "Youth Animation Platform" بالاشتراك مع مؤسّسة الدّوحة للأفلام، لمنح المواهب الشابة الفرصة لتعلّم كيفية إنتاج ورواية قصصهم من خلال أفلام الأنيميشن.

جدير بالذّكر بأنَّ (CRID) أول مركز تدريب معتمد من قبل مركز "Authorized Rhino Training Center" في الإمارات العربية المتحدة، يقدّم أبحاثًا في مجال الهندسة المعماريّة والتصميم الداخلي والاتصالات المرئيّة.