مصدر الصورة: https://gulfnews.com/uae/orhan-pamuk-in-sharjah-im-happy-im-still-writing-my-friends-are-in-jail-1.67517579
هاجم الكاتب والأديب التركي، الحائز على جائزة نوبل، أورهان باموق، نظام بلاده، بزعامة، رجب طيب أردوغان، متهماً إياه بالسيطرة على وسائل الإعلام، "بهدف تطبيق سياستها" وتكميم الأفواه. وقال إنّ حكومة أردوغان تمارس الإساءة والتشوية، "كيلا يستطع أي معارض للنظام أن ينتقد سياساتها. وذكر باموق أنه في عام 2005، رُفعت ضده دعوة من الجهات الرسمية تتهمه بـ"إهانة تركيا"، بعد أن عرض رأيه بشأن مقتل الأرمن والأكراد، وتساءل إن كان "هدف حكومة إسكات أي معارض لها".
وكان باموق ضيف معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي افتتح دورته الثامنة والثلاثين، أمس الأربعاء، حاكمُ الشارقة، عضو المجلس الأعلى، صاحب سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي تابع لقاء باموق الذي أداره، في قاعة الاحتفالات بالمعرض، سفير دولة الإمارات العربية في فرنسا، عمر الغباش.
"أؤمن بأنه ينتابني شعورٌ فطري كي أصنع الفن"، هكذا بدأ باموق، الجلسة الحوارية، متحدثاً عن رواياته وعن تعلقه بجذوره التركية، كما أنه كشف للجمهور طبيعته وعاداته في الكتابة. وقال إنه من عائلة ذات اتجاه علمي، حيث إنّ والده وجدَّه يعملان في المجال الهندسة. ولكن في عمر الثانية والعشرين قرر أن يكون كاتباً. وكلما سئل لماذا، كان رده "عند رسم أي لوحة، يشعر الإنسان أن يده تنتج شيئاً، ولكن عقله لا يفكر بذلك".
وبسبب حبه لرسم اللوحات، أقبل باموق على الكتابة الأدبية؛ لدراسة الرسومات العثمانية في القرن السادس عشر، التي وقعت تحت تأثير الفن الفارسي والعربي، وهذا ما قاده لكتابة رواية "اسمي أحمر".
وذكر حائز نوبل، أنّ عام 1974 شهد بدء مسيرته المهنية، في حين كان عدد قليل جداً من الأتراك يمارسون الكتابة. وعلل ذلك: "نحن في تركيا لا يوجد لدينا معايير شخصية وأسلوب خاص في خلق الشيء مثل الأوروبيين"، مكملاً أنّ جمال الكتابة تكمن في إمكانية أن يرى الكاتب ما يراه العالم، ولكنه قادر أن يعبّر عن ذلك بطريقة يعجز عنها الآخرون.
ولفت باموق إلى أنه عندما قام بالبحوث التاريخية، اكتشف أنّ عدداً هائلاً من الفنانين الأتراك متأثرون بالأساليب الأوروبية في صنع الفن.
وذكر باموق، في هذا السياق، تأثيرات العولمة، مشدداً على أنه "من المهم جداً أن يحافظ الإنسان على معايير شخصيته التي تنحدر من أسلوبه في التعامل مع الأشياء والأفكار". وقال "حلم لأي إنسان أن يحتفظ بماضيه ومستقبله"، لذلك يجب عدم نسيان الحضارة التي نأتي منها، مستهجناً أنّ هناك طريقة وحيدة "لصنع أي لوحة والجميع يجب أن يقلده".
باموق ذكر، في غضون الجلسة الحوارية، أنه لم يكن يتقبل الانتقادات في بداية مسيرته، ولكن مع خبرة أربعين سنة في مجال الكتابة، تمكن من أن يفهم النقاد ويتقبل نقاشاتهم. وأضاف أنّ "النقد الأدبي مهم جداً، ولكنه أحياناً يشكل إزعاجاً لدى الكاتب، وحين يقولون أشياء سيئة عن أعمالك الأدبية يجب أن تدافع عن نفسك، ولكن أنا كاتب سعيد، وفي حالة جيدة جداً".
وسئل باموق من قبل مدير الجلسة السفير الكاتب غباش: "لماذا تكتب؟". وبشكل مثير جداً للإعجاب أجابه الأديب التركي: "أكتب لأن عندي حاجة فطرية تجاه الكتابة، أكتب بسبب الشغف، أكتب كي أحدث تغييراً ما في حياة الناس، أكتب لأنني أخشى أن ينساني أحد، أكتب لأنّ في داخلي اعتقاداً طفولياً بالخلود، أكتب لأنني غاضب عليكم وعلى العالم، أكتب لأنني لم أتمكن من أن أكون سعيداً، أكتب لأكون سعيداً."
ويعد أورهان باموق، أحد أهم الروائيين في تركيا، واشتهر بالأعمال التي تستكشف الهوية والتاريخ التركي. حصل على جائزة نوبل للآداب في عام 2006. وباع 13 مليون نسخة من أعمالة، وتم ترجمة أعماله إلى 63 لغة، أهمها "الكتاب الأسود" و"متحف البراءة - The Museum of Innocence" الذي جسده بافتتاح متحف في تركيا. واستطاع أن يحرك الرأي العام حول السياسيين والطبقة السياسية في بلاده، حيث يعدّ من أشد المعارضين للنظام السياسي في تركيا.
Comments