قصة الأميرة ديانا الراحلة - أميرة ويلز مع الإعلام
"هي كالهيروين لوسائل الإعلام"، هكذا يصفها النقاد والمؤرخون في حديثهم عنها، الأميرة ديانا الراحلة - أميرة ويلز التي ارتبطت قصة وفاتها بالإعلام بعدما كانت "أيقونة مشهورة" تتغذى جميع المنصات الإعلاميَّة على أخبارها، لبثها آنا ذاك "للعالم بأسرة"، خاصة بعد انفصالها عن زوجها الأمير تشارلز - أمير ويلز وخروجها من العائلة الملكيَّة.
أصبحت هي "أميرة الشعب" كما لقبتها الصحف المحليَّة والدوليَّة وازداد جمهورها حتى عقب وفاتها حققت جنازتها أعلى نسب مشاهدة في التليفزيون البريطاني في تاريخ المملكة المتحدة البريطانيَّة وشاهد البث الملايين حول العالم.
الجدير بالذكر أنَّ في ١٩٩٧ لقيَّت الأميرة حتفها في حادث سير في نفق جسر ألما في باريس وهذا في طريقها للهروب من الصحفيين (الباباراتزي) الذين كانوا يلاحقونها لإقتحام حياتها الشخصيَّة وبيع صورها الخاصة على حساب سعادتها. وأسفر هذا الحادث أيضاً عن مقتل دودي الفايد المُصاحب لديانا وكذلك السائق هنري بول القائم بأعمال مدير الأمن بفندق الريتز باريس حسب التقارير الصادرة عن صحيفة واشنطن بوست.
وعند الحديث عنها تتجه أصابع اتهام النقاد في الغالبيَّة نحو الإعلام لتكون هي النظريَّة التي أودت بحياة "أميرة الشعب". لذلك عولِجَت قديَّتها في أفلام عدة منها فيلم "ديانا" للمخرج أوليفر هيرشبيجل عام ٢٠١٣ الذي بين العراقيل التي واجهتها عند الخروج من منزلها والإنفصال عن حبيبيها بسبب عدم تحمله للوسط الإعلامي وعلى ما يبدو أنَّ محاولتها الأخيرة للهروب من ملاحقة الصحفيين أدى لوفاتها.
"الجمهور يريد أن يعرف أيضاً"
"أنا ضد فكرة الباباراتزي" هكذا وضحَّت رئيسة التحرير في مجلة "Gentlemen's Quarterly - GQ"، رند الحادثي، في حديثها لموقع "MBRSC POST" حول كل من فكرة انتهاك الحريَّة الشخصيَّة والتشهير بالناس واستخدام آلام الآخرین وأحزانھم كمادة دسمة للإعلام، منبهةً أن "لهذا النوع من العمل الصحفي عواقب خطيرة قد تؤذي كلا الطرفين الشخص المشهور والصحفي الذي يسعى وراء إلتقاط صورة ما".
وتعتبر أنَّ "هذا التصرف انتهاك للخصوصيَّة خاصة أن الصحفي يصور الشخص المشهور دون استئذانه في مواقف حرجة أحياناً"، مضيفة أنَّ "هذا التصرف يضع الشخص تحت وطأة الانتقادات والتجريح من الجمهور بشكل مستمر".
وتعتبر الحادثي أنَّ "بعض رؤساء التحرير في حقبة ديانا تخلوا عن مبادئهم الصحفيَّة من أجل المردود المالي" وأردفت أنَّ "ما زاد تطفلهم بحق الأميرة هو بدء جذب القنوات التلفيزيونيَّة جمهور صحف التابليود".
وفيما يتعلق في جودة المحتوى ودقة الأخبار أكدَّت الحادثي، بأن القصة لم تكن العمل على محتوى إعلامي رفيع المستوى بل تؤمن أن تحركات المشاهير وأفعالهم في عالمهم الخاص وما يجعلهم عُرضه للانتقادات أمام الرأي العام يدور حول فكرة "الجمهور يريد أن يعرف أيضًا".
"لذلك من المحتمل أن تكون هذه النظريَّة السابقة، هي التي كانت سائدة ومازالت حتى يومنا هذا في الدول الغربيَّة التي تحمي حريَّة الرأي والتعبير وتصرف الصحفي. أما في الدول العربيَّة فكرة الباباراتزي ليست شائعة بسبب التحفظات الاجتماعيَّة والدينيَّة" حسب قولها.
وفي تعليقها عن الفضائح التي تُنشر أحياناً على وسائل التواصل الاجتماعي قالت "أصبح هناك الكثير من المواطنين المصورين أي - Citizen Photographer - الذين يصورون المشاهير للاستهزاء بهم أو كشف حقيقة ما، ويُسهل عصرنا الرقمي والانستغرام لإنتاج هذه الأخبار بكثرة". وتأسفت على حال المشاهير في هذا الزمن، حيث "أنَّهم ملزمون على مشاركة آرائهم وأفكارهم وجزء كبير من حياتهم الخاصة للجمهورلكونهم شخصيات عامة".
ومن الحلول المقترحة لحماية حق المشاهير، قالت "يجب على الدول أن تتخذ قضيَّة التشهير بحق أي إنسان على محمل الجد كما يحصل في دولة الإمارات العربيَّة المتحدة. فيتم استدعاء كل من انتهك حريَّة شخص آخر إلى المحكمة للتحقيق" مضيفة أن "هذه قضيَّة مهمة جداً خاصة أن البعض المشاهير في الدول الغربيَّة يقتلوا بسبب انتشار الإشاعات".
لذلك في سؤلنا إن كان يتساوى الشخص المشهور بحقوقة في ما يخص الحريَّة الشخصيَّة بفرد آخر في المجتمع، أفاد قاضي الأحوال الشخصيَّة في إمارة دبي، محمد عبيد، بأن "القانون الجزائي واحد لا يتغير ويطبق لحماية الجميع" ولكنه تساءل هل أصبح اليوم كل من يقوم بتصوير مشهورٍ ما عمداً دون رضاه في الأماكن العامة موضع التحقيق والإدانة؟" فجاوب "لا، وهذا لأن أصبح المشهور أكثر تقبلاً وانفتاحاً وخبيراً في التعامل مع الإعلام والجمهور".
في قضيَّة ديانا من المهم ذكر أنه تم اتهام تسعة مصورين بالقتل غير العمد في فرنسا ولكن تم إسقاط التهم عنهم في عام ٢٠٠٢. وأدينوا ثلاثة مصورين فقط - جاك لانجفين وكريستيان مارتينيز وفابريس شاسري - بتهمة التعدي على الخصوصيَّة لالتقاط صور لديانا وفايد لذلك تم تغريمهم في عام ٢٠٠٦.
Comments