top of page
Writer's pictureRazan Abou Chakra

"الرابح يبقى وحيداً"

تقرير كتاب لباولو كويلو


"لماذا تحتاج إلى تدمير العالم؟ لأتمكن من إعادة بناء عالمي"

معلومات عن الكتاب:-

عنوان الكتاب: رواية الرابح يبقى وحيداً . اسم المؤلف: باولو كويلو اسم المترجم: انطوان باسيل الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر سنة النشر: 2018 - الطبعة التاسعة مكان النشر: بيروت - لبنان عدد الصفحات: 479 صفحة

أحب حياة التمرّد، هذا هو الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو، الذي ولد في ريو دي جانيرو، عام ١٩٤٧. سجن ثلاث مراتٍ بسبب نشاطه السياسي، وعلى إثر التعذيب نشر أول كتاب له بعنوان: "Hell Archives" في عام ١٩٨٢، لكنّه لم يلقَ النجاح، بل لمع نجمه بروايته الشهيرة "الخيميائي" في ١٩٨٨.

رأيي كقارئة: الطموح الزائد يقتلك ويقتل من حولك، هذه كانت العبرة التي وضَّحت لنا آثار طموحنا على من يشاركنا الحياة. فبنية سرد هذه الرواية جميلة، حيث تتحرك ذهابًا وإيابًا؛ كي نتتبع القصة الخلفية للشخصيات. أتاح مكان وزمان القصة لباولو الفرصة كي يتأمل في جوانب عدة سطحية كامنة في مهرجان كان. لكن المعالجة كانت شاملة وغير منصِفة، لأن حلم الشهرة والنفوذ هي أحلام لها الحق في أن يطمح إليها المرء ويكافح من أجلها. أما الشخصيات فإنها مكتوبة بقوالب نمطية سهلة التنبؤ بها إلا إيغور.

ملخص الكتاب:- "أكبر خطيئة في الإنسانية هي عدم التواصل، والوحدة غير المرغوب فيها وغير المحبوبة، متناسين أننا خُلقنا ليجد كل واحدٍ منا نصفه الآخر." هكذا عبَّرَ الكاتب البرازلي، باولو كويلو في مقابلة "Confession of a Piligrim" مع جوان أرياس. ومن هذا الجواب يتضّحُ لنا، فحوى نص كتاب "الرابح يبقى وحيداً" وموقف كويلو يبرز حين يجيب عن سؤاله حول الفكرة الرئيسة وراء الكتاب الذي نُشر عام ٢٠٠٨: "في هذا الكتاب أردت استكشاف كيف يمكن أن تسيطر أحلامنا على حياتنا، وكيف يحطم الناس أنفسهم في طريق تحقيق أحلامهم." وعللَّ بأن في مجتمعنا الحالي، توجد معايير جماعية مجهولة تمامًا، ومع ذلك يحاول الكثيرون الاشتراك فيها ويعتقد البعض أن سعادتهم مشروطة بالمال والشهرة والجمال..." "فكيف يحدث ذلك؟" إيغور، بطل رواية "الرابح يبقى وحيداً"، من خلاله ينتقد كوليو الطبقة في المجتمع التي لا تستطيع الحفاظ على التوازن بين المساعي المادية والاحتياجات الروحية، وتناقش الرواية الآثار السلبيَّة "لسباق الفئران" الذي تعيشه هذه الفئة من الناس من أجل تحقيق النجاح المادي. ففي هذا الشأن، تذكرنا الرواية بالأسطر الشهيرة للشاعر البريطاني، وليام وردزورث: "العالم كثير معنا... في السعي للحصول على شيء و بالإنفاق نهدر قوتنا" في السعي وراء تحقيق النجاح المادي يفقد الناس قوتهم لتلبية رغباتهم؛ وهذا يعيق نموهم كبشر في ممارسة الإنسانية الحقيقية. يعتقد كويلو أن الإنسان مسؤول ليس فقط عن رفاهيته - "Well-being" الخاصة ولكن أيضًا عن رفاهية المجتمع الذي يعيش فيه. تدور أحداث الرواية خلال "مهرجان كان السينمائي الدولي" في غضون ٢٤ ساعة. إيغور، بطل الرواية، هو رجل أعمال ناجح ورئيس شركة هواتف في روسيا. تعوَّد المليونير في حياته بأن كل الرفاهية تحت قدميه. لكن رغم ذلك، لسوء حظه تركته زوجته "إيوا" منذ عامين. وتزوجت من مصمم الأزياء الشهير العربي، حميد حسين. في سياق تطور أحداث الرواية، نرى بأن إيغور لم يتقبّلْ خروج إيوا من حياته، وقد أخبرها ذات مرة: "إنه سيدمر عوالم كاملة لاستعادتها"، وهذا ما باشر به عندما هجرته. فجاء إيغور إلى المهرجان؛ لاستعادة زوجته معتقداً أنه "لا حرج في القتل إذا كانت النوايا حسنة." تكللت حياة إيغور وإيوا الزوجية بالحب والسعادة في الأيام الأولى من الزواج، وقد كان الحب على رأس أولوياتهم رغم أنهم لم يكونوا ميسورين من الناحية الماديَّة. بدأ إيغور عمله الصغير من خلال الحصول على قروض كي يعمل بجد، وسرعان ما نمت أعماله وازداد دخله. لكن لم يكن إيغور راضيًا أبدًا ولم يكتفِ بنسبة المال الذي حصل عليه. تطورت شركته الصغيرة لتصبح عملاقة ومتعددة الفروع، هذا النجاح جعله يطمع للاستثمار أكثر فأكثر. وفي حين كان إيغور، يسعى وراء نجاحه في عالم الثراء والشهرة، لم يأخذ بعين الاعتبار احتياجات زوجته، ولم يظن يوماً أن إهماله سيكون سبب هجرها له بسبب الشعور بالحزن من أفعاله وغيرته وانشغاله الدائم. كلما سألته إيوا عما إذا كان قد وصل إلى ذروة طموحه كي يعيشوا حلمهم في العيش من أجل الحب، كان إيغور يطلب دائمًا المزيد من الوقت. سائلاً إياها عما إذا كانت غير راضية. فأجابت: "نعم، أنا مكتفية، والمشكلة هي أنك أنت غير مكتف، ولن تكون أبدًا. أنت غير مطمئن وتخشى فقدان كل ما حققته؛ لأنك لا تعرف كيف تنسحب وأنت متقدّم، وينتهي بك الأمر تدمّر نفسك. أنت تقتل زواجنا وحبّي." (١٣٨) وبالتالي هجرته إيوا، فلاحظ بأن الثراء والشهرة لم يسهما إلا في استنزاف قدرته في أن يكون إنسانًا حقيقيًا. هذا الرجل الذي كان عطوفًا في يوم من الأيام فقد تعاطفه بسبب سعيه الدائم للحصول على المزيد والمزيد من الأشياء المادية. فقال باولو كويلو: "في الطريق إلى السلطة، ليس هناك عودة للوراء. سيكون الإنسان عبدًا أبديًا للطريق الذي اختاره، وعندما يدرك حلمه بالتخلي عن كل شيء، سوف يغرق على الفور في عمق كآبته." وبدلاً من استبطان إيغور أسباب رحيل إيوا عن حياته، فاعتبر رحيلها هزيمة له؛ لذلك قرّر استعادتها "بتدمير العالم". فشرع بقتل أشخاص آخرين قصصهم مختلفة ومن طبقات متنوعة في "مهرجان كان" حتى وصل لقتل حميد وإيوا أيضًا. وعندما "دمّر العالم" كما يقول، أدرك حينها بأن ما فعله لا يعني شيئاً. وقال هذا لإيوا قبل أن يقتلها: "جئت إلى هنا بسببك، لأدرك فقط أن لا فائدة من ذلك كله."


48 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page