top of page
Writer's pictureRazan Abou Chakra

فن اللامبالاة

لعيش حياة تخالف المألوف



معلومات عن الكتاب:-

عنوان الكتاب: فن اللامبالاة - لعيش حياة تخالف المألوف

اسم المؤلف: مارك مانسون

اسم المترجم: الحارث النبهان

الناشر: منشورات الرمل

سنة النشر: 2019 - الطبعة الخامسة

مكان النشر: تونس، لبنان، مصر

عدد الصفحات: 272 صفحة


رأيي كقارئة:-

أكثر ما يمكن أن يخيّب ظن أي قارئ هو عدم تطابق المكتوب بعنوان الكتاب الذي يشرع في قراءته. وبهذا أقصد بأن المحتوى المقدّم لا يحمل القدر الكافي من المعلومات التي ظنّ القارئ بأنه سيتلقاها. ولكن عند قراءتي لكتاب فن اللامبالاة لمارك مانسون، تطابق العنوان بالمحتوى فأعجبتني جميع المبادئ التي عرضها لنا مانسون حيث تفرّد بطريقة تبسيط هذه الأفكار والمواقف التي قد عاشها وتعايش معها كل واحد منا. كما أن لم يترك مانسون مجال لغموض أي فكرة للقارئ عن طريق تقديم مواقف حياتية حصلت معه أو مع معارفه. فمن خلال هذه الأمثلة، استطاع مانسون أن يجسّد كتابه على هيئة إنسان يحاور القارئ الذي شعر بأنه يتلقى هذه المعلومات من شخص يشبهه في مقدار التجارب. ومن هذا المنطلق توقفت مراراً وأنا أحاور نص الكتاب وأطرح له الأسئلة مما جعلني أفكر وأتعمّق في المعاني والمفاهيم التي عُرِضت لنا. كما لا يمكننا نكران قدرة المترّجم في إيصال أسلوب مانسون إلى القرّاء العرب وذلك بعد قراءتي جزء صغير من ما كتبه مانسون باللغة الانجليزية وما ترجمه الحارث. فاستنتجت بأنَّ ترّجمت هذا الكتاب كانت دقيقة للغاية.

ورغم أني استمتعت كثيراً بقراءة هذا الكتاب وخاصة بإسلوب مانسون الذي كان سلساً في عرض كل أفكاره دون أن يحلل القارئ ما يقصده، إلا أنَّ المزعج في الموضوع كان استخدام مانسون لعدد كبير من الشخصيات دون الرجوع إليها أو التركيز على اسماء الاختصاصين. ممّا أثّر على قدرة القارئ في استرجاع أسماء الذين كانت دراساتهم فعّالة في دعم مبادئ مارك مانسون.



ملخص الكتاب:-

فن اللامبالاة لعيش حياة تخالف المألوف هو كتاب في التنمية البشرية للمؤلف العالمي مارك مانسون الذي لخّص خبراته الحياتية في كتاب يقول لشبيهه الإنسان بأنه لا يجب أن يكونَ إيجابيّاً طوال الوقت، وأنّ المفتاح إلى القوى العقلية والبشرّية والسعادة يكمن في التعامل مع الشدائد بطريقة تختلف عن ما هو مألوف. وفيما يلي سألّخص كل جزء من الكتاب على حدة:-


الجزء الأول: لا تحاول

يفتتح مانسون كتابه بقصة بطل مكافح عمل بكل جهد لتحقيق أحلامه، ونجح في الوصول إلى المراتب والقيم التي أرادها إلا أن بعد وفاته تفاجئ الجميع بقراءة عبارة غريبة على قبره توصي بأن "لا تحاول"، فقراءة عبارة كهذه تثير الدهشة خاصة إن كانت على قبر رجل سعى وراء تحقيق النجاح الساحق بعد تخطّي العديد من المحاولات الفاشلة. ولكن كانت العبرة وراء عرض هذه القصة تكمن في أن هذا الناجح لم يتخلّى عن عرش فشله وتقبّل حقيقة المواقف الفاشلة التي صنعت منه شخصاً فاشلاً، باعتقاده أن نجاحه لا يمثل فوزه، بل "نجح من شدة فشله".

وفي هذا السياق، يعلّق مانسون قائلاً: "كثيراً ما يأتي النجاح والتطور الذاتي مترافقين معاً، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه الشيء الوحيد". فيوضّح الكاتب بأن الغريزة البشرية عند الإنسان تجعله يربط جميع أحلامه إلى كل ما لم يتوفر لنا بسهولة. لذلك نبدأ بالتفكير السّيء التي لا نتقبله وهكذا تدور الدوامة حولنا لتعرقل سيرنا. فيعتقد مانسون إن عدم شعورنا بقدر نجاحنا نتيجة عدم إيماننا به.

واعتقادنا بأن سلك ذاك الطريق سيغير شخصيتنا وبالتالي سيجعلنا أشخاصاً ناجحين.

ولأن شعر الكاتب بشيوع هذه المعتقدات، نصح القارئ في أن يكف عن التفكير السيء، ويتقبل كل أحاسيسه وإن كانت سيئة ويعمل على التعايش معها. وترك القارئ لمخيّلته عندما طلب منه أن يشعر وكأنّ بشخص رمى عليه "مسحوق اللامبالاة السحري".


الجزء الثاني: السعادة مشكلة

يتحدث مانسون في هذا الجزء عن فكرة اكتساب السعادة وما هي معالم وصفات السعادة التي تكمن عند شخص فقير المال وعند الغني. فيستعين حينها الكاتب، بقصة ابن ملك الذي كبر وقرر الخروج وراء اسوار قصر أبيه رغم أنه لم يكن ينقصه شيء من ملذّات الحياة. إلا أن عندما خرج انصدم برؤية شعباً مبتلي بالفقر والمرض، فأثار المشهد تعجب ابن الملك الذي هرب خلسةً ليترك القصر ويعيش مع عامة الشعب كي يكتشف جوهرة هذه الحياة بعدما اتضّح له بأن ما عاشه كان سخيفاً جداً أمام ما ينتظره في الخارج.

ولكن تبيّن أن ما ينتظره خارجاً لا يتطابق مع الذي شعر به فتحّول هذا الشاب إلى متشرداً فقيراً يختبر عذاب الحياة دون أن يصل إلى مبتغاه. فتعلّم حينها أن الحياة عبارة عن أنواع مختلفة من المعاناة. فيعاني الثري كالفقير بما يمتلكه، إلا أن المعاناة غير متساوية بين البشر.

فيشير مانسون من خلال هذه القصة إلى فكرة عدم رضانا على الوضع المادي والاجتماعي الذي حققناه، يكون السبب وراء مثابرتنا على البقاء. فأكّد لنا أن التفكير بالنقص الدائم سيحثّنا على معرفة حدودنا وما نحتاجه وما يفيدنا. كما أنه يقول أن اكتساب السعادة تكمن في حلنا للمشاكل التي تواجهنا.


الجزء الثالث: لستَ شخصاً خاصاً مُميزاً

يسرد هذا الجزء قصة حياة شخص يقيّم نفسه على أنه مهم جداً والجميع بحاجة إليه. فهو شخص نشيط تعامل مع مجموعة من الشخصيات المعروفة حول العالم وكل هذه المعتقدات أدّت إلى التفاخر بنفسه بشكل مبالغ. وفي نهاية الجزء الثالث، استنتجنا بأنه لا يشبه القدر الذي يتحدث عنه، فهو مازال يتباهى بمال والديه ليمرح مع معارفه دون أن يعيل نفسه بمجهوده الخاص، ويرى جميع منتقديه أشخاص يغارون من نجاحه.

واسترسل مانسون بأن هذا التقدير العالي للذات، يلعب دوراً في تقوية الشخصية وبالتالي يجعل أداء أصحابه أفضل بكثير من حيث علاقتهم بالآخرين واعتزازهم بثقتهم التي تدفعهم إلى التقَدم والتطور من خلال محاولة تقليص مشاكلهم. مما دفع الكاتب إلى القول أنه لا يجب علينا تقدير ذاتنا بشكل مبالغ به مما يسبب لنا سوء فهم الآخرين لنا ومشاكل أخرى نحن بالغنى عنها.


الجزء الرابع: قيمة المعاناة

في هذا الجزء يروي لنا مانسون، قصة حياة فُنِيت من أجل وعد قُطِع من قبل الملازم الياباني لإمبراطوره في أن يحارب حتى أخر نفس ضد الأمريكيين، فأوصلتهم الحرب إلى الأدغال التي أمضى فيها مدة ثلاثين عاماً رغم انتهاء الحرب. فعاش هذا الملازم حياة مليئة بالمعاناة وتحمّل العذاب والقهر مقابل وصوله إلى "الأسطورة"، ولم يصدق كل الرسائل التي أرسلت من قبل الحكومة اليابانية تطالبه بالعودة إلى دياره. وبعدما علم هذا الملازم بانتهاء الحرب ندم كل الندم على السنين التي ضاعت دون أن يعيش حياته. وعندما عاد رأى أن البعض نظر إليه على أنه أيقونة للوفاء، والبعض الآخر على أنه أيقونة للغباء.

فمن خلال هذه القصة يشرح لنا الكاتب كيف أن لكل واحد منا مقياساً خاصاً به للنجاح أو للفشل فلا يتفق الجميع على مقياس عالمي موحّد لذلك ينصحنا بأن لا نعطي أهمية كبيرة لما يرضي من حولنا لأنه يعتبر من المستحيلات.


الجزء الخامس: أنت في حالة اختيار دائم

ويكمل مانسون هذا الجزء بعرض قصص ثلاثة أشخاص مشهورين وردّات أفعالهم على ظروف خارجية أثّرت على حياتهم بعدما تحكمهم بالألم الداخلي. فمنهم من أراد الإنتحار ليصبح أيقونة من أيقونات علم النفس في أمريكا، ومنهم من بدأ بعمل جديد لينتقم من ماضيه ولكن رغم نجاحه لم ينسى ما عاشه. ومنهم من قرر على أن يكتب لحياته نهاية سعيدة له.

وتوصّل مانسون هنا إلى أن أفعال هؤلاء الرجال كانت بسبب إدراكهم بأنهم مسؤولين عن كل ما يحصل في حياتهم حتى الظروف الخارجية، واعتقادهم بأن المحاربة من أجل تحسين حياتهم أفضل بكثير من رمي اللوم على أشياء أخرى كالقدر. فوضّح مانسون بأننا لسنا دائماً الطرف البريء، فاختيارتنا تلعب دور في زيادة مأساتنا التي هي من صنع أيدينا. ولكي نحصل على السعادة علينا أن نتقبّل الحياة بحلّوها ومرّها.


الجزء السادس: أنت مخطئ بكل شيء وأنا أيضاً

ساد في هذا الجزء قصة بطل قضى حياته يعتقد بأن كل الأفكار التي راودته كانت صائبة في كل مراحله العمرية، ولم يتقبل فكرة أن كل مرحلة تحمل أفكارها الخاصة بها وتتبدل هذه الأفكار من مرحلة إلى مرحلة. فكان هذا البطل كالباقي منا يعاند على أن في مرحلته الحالية قد توصّل إلى احتواء كل المعتقدات الصائبة ولا شيء يغفل عنه، إلا أن تبدل هذه الأفكار أدت إلى جعل البطل يدخل دوامة من الحيرة حيال تقلّب أفكاره بين الحين والآخر.

فوضّح مانسون المعتقد السابق على أن يقيننا بشيء ما يكون عدو تطورنا في الحياة، وحثّ على أن نكون دائماً في حالة من الشك. أي أن نبحث دائماً عن الجديد والمختلف بدلاً من السعي وراء إثبات أن يقيننا في معظم معتقداتنا هي صائبة. فالخطأ دوماً موجود في اليقين والفرضية وعلينا البحث عنه بشكل مستمر، وهذا ما يميّزنا عن سائر الكائنات الحية لأننا بشر نخطئ كي نتعلم ونتطور، باعتبار الحياة هي حقل تجارب وخبرات مكتسبة.


الجزء السابع: الفشل طريق التقدّم

يعبّر مانسون هنا عن مقدار قياس نجاح الفرد بقوله: "حجم نجاحك في شيء ما معتمد على عدد مرات فشلك في فعل ذلك الشيء". لذلك إن ظننت بأن نجاح شخصاً ما يفوق نجاحك، فإعلم بأن من المحتمل أن يكون فشل في أداء شيء ما أكثر مما فشلت أنت به. لذلك إن قابلت شخص أسوأ منك، فإعلم أن الألم الذي تعايش معه في مرحلة التعلّم والتفوّق، أكثر مما مررت أنت به. وشرح الكاتب هذا عن طريق عرض قصة طفل صغير يتعلم المشي.

حينها أوصّى الكاتب بأن كل ما نتجنب الفشل به لن نصل إلى مرحلة النجاح به. هذا لا يعني أنه يشجّع على الوقوع بالفشل المستمر ولكن يحث على التحكم بمقياس الفشل وربطّه بشيء لا تخشاه كي تنجز المهام وتكتسب الخبرات وتتعلم نحو طريق التفوّق.


الجزء الثامن: أهميّة قول لا

اعتبر مانسون بأن السفر هي الوسيلة التي تساعد على انتزاعك من الثقافة السائدة في مجتمعك. ومن ذلك ستتطور ذاتياً وتصل إلى مرحلة تقبّل وجود مجتمعات وثقافات أخرى تستطع التأقلم والتعايش معها. وهنا نترك ماضينا لفترة ما لننتقل إلى رحلة تقبّل أفكار مجتمعات أخرى. فإن كنت تريد معنى لعيش حياة حقيقة لحد ما، يجب عليك أن تبحث عن أشياء منطقية مرغوبة أكثر مما رغبت به سابقاً.

كما شرح الكاتب عن الذين هُدرت حياتهم وراء المتعة والاستحقاق الذاتي، على أنهم قد يكونوا أشخاصاً وقعوا بأحد الفخين، الأول، أن يتوقع من الطرف الآخر تحمل المسؤولية عن مشاكلهم. والثاني، أن يتحملوا هم بأنفسهم مشاكل الطرف الآخر. وهذا يكون نتيجة رغبتهم في حياة يسودها الانسجام والتناسق مع تجنب الفشل أو أي نوع من المعاناة. وأضاف بأن هذا سيكون عاملاً رئيسياً يؤثر على بنيّة علاقاتهم وتقديرهم الحقيقي للذات بسبب تبنّي علاقات هشّة وزائفة.


الجزء التاسع: وبعد ذلك الموت

وختم مانسون كتابه بأن عند لحظة مواجهة الموت، لن يستطيع الشخص أن يستسلم أمام مخاوفة وكل ما يحرجه أو يخجله لأنهم ليسوا فقط قبضة اللاشيء، بل هم ما يجعل منك رجل حيٌ يرزق. لذلك يذكّر الكاتب بأن الشخص لن يعش حياته القصيرة وهو يتجنب الألم والإزعاج.

كما وضّح الكاتب، بأن الموت يخيفنا جميعاً وهذا تماماً ما يجعلنا نبتعد عن التفكير به. ولكن يؤكد أن لو لم نفكر به لا قيمة لكل ما نشعر به ونؤيده وكل ما نتبناه من أفكار وقرارات طيلة حياتنا.

وفي نهاية ما طلبه مانسون منا أن نحمل عبرة عدم ظن بأن حياتنا محض الصدفة. فكان للخالق غاية لا ندركها نحن وراء أمره في تواجدنا. إلا أنه حثّ على أن نعزّز غاية وجودنا، ولا نرى من الموت رفيق درب نهاية أي شيء، وهذا لأنه يؤمن بأننا نستطيع كتابة قصة خلودنا في ذاكرة غيرنا.


مارك مانسون في مؤتمر صحفي في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الثامنة والثلاثين يوصي على:-

يوصي المؤلف الشهير، مارك مانسون، على ثلاث نقاط مهمه من الجلسة: أولاً، "أنت تختار مشاكلك دائماً، لذلك اختر بحكمة". ثانياً، "المشاكل التي تمر بها تحدد نوعية حياتك، وليس نجاحك". ثالثاً، "المعنى من فعل الشئ يعني أكثر من السعادة، والفعل القليل يولد نتائج أكبر".


ويعتبر مارك مانسون، صاحب الكتاب الأكثر مبيعاً، حيث أصدر كتابه الأول في عام ٢٠١١، "نموذج: جذب امرأة بالصدق -Model: Attract Women through Honesty" ونال شهرته من إصدار كتابة "فن اللامبالاة... لعيش حياة تخالف المألوف" في عام ٢٠١٦. كما أصدر مانسون مجدداً في عام ٢٠١٩ كتاب "خراب... كتاب عن الأمل".






79 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page