top of page
Writer's pictureRazan Abou Chakra

الكل يكذب

البيانات الضخمة، والبيانات الحديثة وقدرة الإنترنت على اكتشاف الخفايا


سيث ستيفنز - دافيدوتس

ترجمة أحمد الأحمري


حقوق الترجمة العربیة مرخص بھا قانونياً من الناشر - HarperCollins Publishers بمقتضى الاتفاق الخطي الموقع بینھم وبین الدار العربية للعلوم ناشرون، ش. م. ل.

مراجعة وتحرير - مركز التعريب والبرمجة.

سنة النشر - ٢٠١٧ / سنة النسخة العربيَّة - ٢٠١٨

عدد الصفحات - ٤٤٥ صفحة


صورة سيث - ستيفنز دافيدوتس في محاضرة له على منبر "TEDxWarwick" في ١٩ من نيسان /أبريل عام ٢٠١٨ بعنوان "The Secrets in Our Google Searches".

لمشاهدة المقابلة: https://www.youtube.com/watch?v=IaFQVNuAA3w


عن الكاتب:

سيث - ستيفنز دافيدوتس عالم البيانات الأسبق في جوجل الذي تلقى تعليمه ‏في جامعة هارفارد كخبير اقتصادي والكاتب في صحيفة نيويورك تايمز.

تسنى لدافيتوس من خلال عمله الفرصة لاستخدام البيانات من الإنترنت (عمليات البحث على جوجل) للحصول على معلومات فيما يتعلق بالعنصرية، والإجهاض الذاتي، والاكتئاب، وإساءة معاملة الأطفال، وعلم الفكاهة، والتفضيل الجنسي، والقلق، والتفضيل ما بين الأبناء، وانعدام الأمن الجنسي، والعديد من الموضوعات الأخرى.

كان كتاب الجميع يكذب، الذي نشرته دار هاربر كولينز لعام 2017، من أكثر الكتب مبيعًا في نيويورك تايمز، وكان الكتاب العام ل "a PBS "NewsHour والكتاب الاقتصادي العام.


رأي كقارئة:

يتحدى هذا الكتاب القارئ من خلال طرحه للعديد من الأمثلة حول أفكارنا التي لا أساس لها من الصحة. وهذا لأننا في طبيعة الحال نكذب. نكذب على أصدقائنا وأحبابنا وأطبائنا. لكن محتواه لا يخيفنا وهذا لأننا تعوّدنا على فكرة تتبع آثار المعلومات التي نخلّفها وراءنا على محرك البحث "جوجل" ووسائل التواصل الاجتماعي، ولم نتفاجأ لأن الكتاب جمع تحليلاته من "The Signal and the Noise" للكاتب نايت سيلفر وقصص مالكولم جلادويل وستيفن ليفيت وكتاب "Freakonomics" لستيفن دوبنر.

ورغم الكم الهائل من المعلومات والإثباتات إلا أن الترجمة إلى اللغة العربيَّة أثرت على جوهر الكتاب حيث كانت حرفيَّة وفي بعض الأحيان ضعيفة في احتوائها على العبارات التكنولوجيّة التي تبرع في ترجمتها اللغة الأجنبيَّة الإنجليزيَّة. ومن الممكن إضافة أن بعض الأفكار تم مناقشتها بشكل مفصّل وطويل لا داعي له.


ملخص الكتاب:

"يقضي البشر ثلث الوقت تقريباً من حياتهم وهم يكذبون في الحياة الحقيقيَّة، وتنتقل عاداتهم معهم في إجاباتهم على الاستبانات، لهذا كلما ابتعد الباحثون عن الأسئلة الشخصيَّة، اقترب الناس من المصداقيَّة"، تلك الجملة تلَّخص سعي عالم البيانات في جوجل سيث ستيفنز - دافيدوتس وراء استخدام قوة الثورة المعلوماتيَّة والبيانات الضخمة لتوضيح العلاقات الإنسانيَّة المختلفة عن ظاهرها.


حيث قال: "إن هذا العمل اليومي المتمثل في كتابة كلمة أو عبارة في خانة مستطيلة صغيرة بيضاء يترك أثراً صغيراً يرشدنا إلى الحقيقة، وعندما يتضاعف العدد إلى ملايين، سيكشف في نهاية المطاف عن الحقائق العميقة".

وهذه الحقائق العميقة لطالما تجهلها الصورة العامة التي تستنتجها الاستبانات المستخدم من قبل الباحثين في استطلاعات الرأي . لأنه عندما يكون موضوع البحث حساساً يضطر المستجوب إلى الكذب. ورغم سريَّة البحث إلا أنه لا يوجد "حافزٌ" لقول الحقيقة عن سلوكياتهم وأفكارهم المحرجة فلذلك تكون تلك الاستطلاعات السريَّة ضحيَّة "الانحياز للمقبول اجتماعياً".

أما عبر تحليل تلك البيانات الضخمة وترتيبها وانتقاء الصحيح منها يمكن للعلماء تطبيق منهج جديد لدراسة العقل الذي لا تزال العلوم الإنسانيَّة تعجز عن كشف خصائص النفس البشريَّة، بحكم التركيبة المعقدة لأفكار الإنسان وأحكامة المسبق التي تشكل هي أيضاً بيانات شخصيَّة، يجمعها المرء من تجاربه ومعاشرته للآخرين والذي أطلق عليها دافيدوتس مسمى "البيانات التقليديَّة" التي من الممكن أن يشك بفاعاليتها في وصف أي مجتمع.


أما "البيانات الضخمة" الذي تجمعها برامج معقده مثل جوجل وتويتر وفيسبوك وغيرهم، فبإمكانهم تزويدنا بمعلومات توضّح الصورة الكاملة لعالم البيانات. مثلاً قدَّم دافيدوتس العديد من الأسئلة التي استطاع التعمق بها وكشف الحقيقة وراء الأرقام اللامنطقيَّة من المشاركين وكانت كالتالي:


  • ما مقدار الجنس الذي يمارسه الناس حقاً؟

  • كم عدد الأمريكيين العنصريين في الواقع؟

  • هل تعاني أمريكا من أزمة الإجهاض؟

  • هل يعامل الآباء والأمهات أبناءهم الذكور بشكل مختلف عن الإناث؟

  • كم عدد الرجال المثليين؟

  • هل الأفلام العنيفة تزيد من جرائم العنف؟


فالتحقق من كل هذه المعلومات مهمة في جعلها "مصل للحقيقة الرقميَّة". "فالبيانات الإباحيَّة" تؤكد على صحة أحد النظريات الفرودية التي ترى أنَّ الغريزة الجنسيَّة تتشكّل عبر تجارب من الطفولة.

ويأتي هذا في سياق جمع "بيانات النصوص" أي استخدام اللغة للبحث لتكون هي عاملاً مهماً في كشف كيفية انتشار كلمات محددة عبر التاريخ وهذا بعد تطوير جوجل لأداة "إنجرامز" بهدف رقمنة نسبة كبيرة من الكتب. وهناك أيضاً خاصية “الإكمال التلقائي" الذي يطرح لمستخمي جوجل العديد من الاقتراحات حول عمليات البحث الأكثر شيوعاً.

ومع كل الاكتشافات والأبحاث توصّل دافيدوتس إلى طريقة يجيب فيها عن أبرز الأسئلة النفسيَّة في علم يدعى "علم النفس الضخم"؛ الذي يستخلص إشارات يمكن ربط سلوكيات البالغين بأحداث مهمة في مرحلة الطفولة. وهكذا ستضح القوة الثالثة للبيانات الضخمة التي هي "تكبير الصورة" والتي ستسمح للعالم إلى توضيح السلوك البشري عن كثب وكشف عن وجود أي شبيه لسمات متكررة عند الباحثين عن موضوعٍ ما.

"وباختصار؛ في عالم البيانات الضخمة يصبح العالم مختبراً»

لذلك يُهدم جدار الانحياز والتعصب الفكري، خاصة في المجال السياسي. وتفتح البيانات الضخمة باب التأكد من البيانات الصادرة عن الحكومة لأي دولة. وغالباً مع مرور وقت تتضح أنها غير جديرة بالثقة. لذلك ينتشلنا هذا الإكتشاف من المشكلات إلى العمل على تطوير الحل الأمثل لمواجهة كل ما يعزز المواقف السلبية في مجتمعاتنا.

ولكن على الرغم من حماس دافيدوتس إلا أنه ينبهنا مما قد توقعنا فيه هذه البيانات لمناقشة موضوع "لعنة تعدد الأبعاد"، وهو نوع من تعصب الباحث في اتجاهه نحو نتائج ترضي توقعاته الشخصيّة ومبتغاه، في حين أنها مجرد بيانات عشوائيَّة يجب الشك بها.





3 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page