top of page
Writer's pictureRazan Abou Chakra

الموضوعية في الإعلام العربي

إنشودة متكررة دون جدوى



"الموضوعية في الإعلام أمر مفقود" هذا ما صرَّح به منتج الأخبار في قناة العربية، وائل النبواني، في مقابلة خاصة حول مصطلحي "الموضوعية" و"المصداقية". قيمتان تتشدق شخصيات إعلامنا العربي بالالتزام بهما، تاركين وراءهم توجهاتهم السياسية وآرائهم الإجتماعية. ولكن هل واقع إعلامنا يؤكد بأن الممارسات الصحفية لا تخل بالموضوعية والمصداقية؟ 

نظرياً، الموضوعية هي نقل الأخبار بحيادية وتجرد وبصورة متوازنة، لكل الأطراف المعنيَّة بالقضية، دون إقحام الصحفي لرأيه الشخصي. وتبقى المصداقية الإعلامية رهن وسيلة، نجحت بنتاج تراكمي لالتزامها بالموضوعية في نقل أخبار خالية من الفبركة والتضليل وتشويه الحقائق. 


عوائق الموضوعية في الإعلام العربي

في هذا الشأن، يرى النبواني، بأن ما يعيق الموضوعية هو، "تسييس الإعلام وحصره بتنفيذ أجندة الممول، وهو في الغالب حكومات، يجعل من الصعب على صانعي الأخبار الالتزام بموضوعية المهنة بحدها الأقصى". مضيفاً بأنه عندما لا يتدخل الممول بتوجهات الوسيلة الإعلامية، "نجد صانعي الأخبار، الصحفيين، يسيسون أنفسهم مدفوعين برغبة شخصية لإرضاء المالك أو المدير بطريقة يمكن وصفها بالتملّق."

ورداً على النظريات التي تقول بأن الإعلام الغربي يلتزم أكثر بالموضوعية، بحجة حرية الرأي والتعبير، يشير النبواني إلى أن "الموضوعية معدومة حتى بالإعلام الغربي". وشرح بأن لو دققنا في تغطية الانتخابات الاميركية، يتضح لنا السياسة المتبعة والتحيّز في قنوات مثل FOX NEWS و CNN وغيرها.

وتضيف منتجة البرامج في تلفزيون نور دبي، ميثاء ناصر، عائقاً تجارياً جديداً جديد يؤثر على موضوعية نقل الأخبار لجمهورٍ معيَّن. وقالت "يتبع الصحفي أحياناً سياسة المبالغة وإضافة البهارات الإعلامية كي يجذب عدد أكبر من المشاهدين". ولكن توضّح بأن هذا يضلل الحقيقة وغالباً ما يسبب نزاعات بين الدول.


الإمارات تقترب من "يوتوبيا الإعلام الموضوعي"

ووجهة نظر أخرى، تقول مذيعة في قناة سما دبي، ميثاء إبراهيم، بأن "الموضوعية والمصداقية في الميدان الإعلامي تعتمدان على قيم الصدق والأمانة في حياة الصحفي الخاصة". وتؤكد، بأن الإعلام في دولة الإمارات، قريبة من نظرية "يوتوبيا الإعلام الموضوعي"، بسبب تغيب الأحزاب السياسية الفعّالة بين شعب الدولة. 


بادرة أمل

لأن الانحياز سمة بشرية لا يمكن أن يتجرد منها الصحفي، تقول طالبة صحافة في الجامعة اللبنانية في لبنان، جنا محمود، بأن "الموضوعية مجرد خرافة لن تتحقق"، لكنها تشدد على أن عصر المواقع الإخبارية الإلكترونية من الممكن أن تحرر الصحفي من قيود الممول. وأكملت "هكذا يحقق الصحفي المحايد نسبة قريبة من الموضوعية في عمله بعيداً عن وسائل الإعلام التقليدية".

والجدير ذكره أن جمعية الصحفيين الاحترافيين في الولايات المتحدة الأمريكية، أسقطت "الموضوعية" من قانون الأخلاقيات الخاص بها عام ١٩٩٦. ولكن تبقى البلدان التي تحظى بنظام ديمقراطي، أجدر في ممارسة الموضوعية والمصداقية في العمل الإعلامي المستقل الذي لا يخضع للسلطة، ولكن لا يوجد ما يشير إلى"يوتوبيا الإعلام الموضوعي" حتى هذا اليوم. 

212 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page