كشف مدير العمليات "مترو غولدن ماير - إم جي إم"، كريس بريرتون، بأن الشركة ستقدم محتوى خاص بالجمهور العربي، فسيكون في الأشهر المقبلة طرح لمجموعة كبيرة من أفكار و"أيديولوجيات" الشرق الأوسط، متاح للمشاهد الأجنبي والعربي. وقال "هذه الخطوة ستلعب دور في محو الصورة النمطية للعالم العربي في نظر المشاهد الغربي واستبدالها بالثقافات والحضارات المتنوعة التي تميز بها الشعب العربي".
وكان هذا الحديث في جلسة نقاشية عُقِدَت حول "الاقتصاد العالمي في مجال الإعلام"، مع بيرتون، مساء يوم الإثنين الماضي، في الجامعة الأمريكية في دبي. وأخذ المسؤول عن الإيرادات والرئيس السابق لشركة "HBO"، كريس سكريجر على عاتقه مسؤولية إدارة الحوار كي تكون جلسة مفيدة لتنمية المفاهيم الاقتصادية والعالمية حول الإعلام. وهدفت الجلسة إلى تقديم أمثلة على جو المنافسات السائدة في الميدان الإعلامي بين شركات معروفة في إنتاج وتوزيع الأفلام الروائية والبرامج التلفزيونية.
وكان من بين الحاضرين مدير البرنامج ومساعد دكتور جامعي في دراسات الاتصالات والمعلومات، د. بيدرو سيجوس سيلوس ومساعد العميد في MBRSC، د. إليسا خوري أيوب وعدد من طلاب الماجستير لبرنامج "القيادة والابتكار في وسائل الإعلام المعاصرة" وبالإضافة إلى طلاب الإعلام السنة الثانية والثالثة.
افتتحت الجلسة بعرض شريط مصور تضمن أجمل المقاطع السينمائية والتلفزيونية منذ بدئ الشركة عام 1924. فمن المقاطع الغرامية الخجولة في لوني الأسود والأبيض إلى الدقة العالية والجرأة في تقديم مشاهد عصرية، قُدِمَ للحضور نبذة عن التغيير الجذري والتطور في تقنيات إنتاج الأفلام والبرامج.
ورحب بعد ذلك، سكريجر، مدير العمليات لشركة "إم جي إم"، كريس بريرتون الذي بدأ حياته المهنية كمحاسب قانوني معتمد في مجموعة "المعلومات والاتصالات والترفية" لشركة "KPMG" في لوس أنجلوس. وشغل منصب الشريك الإداري لمكتب "Century City" التابع لشركة "Latham & Watkins" للترفيه والرياضة والإعلام منذ عام 2015. وقبل ذلك كان شريكاً في "O'Melveny & Myers". وفي شباط (فبراير) العام الماضي انضم لشركة "إم جي إم" بيفرلي هيلز، كاليفورنيا.
ووجه سكريجر سؤاله الأول، "كريس اولاً اشرح لنا ما وظيفة مدير العمليات في استديوهات شركة إعلامية وما تاريخ "إم جي إم"، فذكر بريرتون أنَّ الشركة الأمريكية كانت ذات يوم واحدة من أكبر استوديوهات الصور المتحركة (Motion-picture studio) والأكثر ربحًا في العالم. ووصل الاستوديو إلى ذروته في الثلاثينات والأربعينات.
وأكمل أنَّ تم تأسيس الشركة عندما اشترى ماركوس لوف، عارض وموزع أفلام، شركة Metro Pictures في عام 1920. وبعد أربع سنوات اتحدت الشركة مع شركة إنتاج Goldwyn. وقال "انتج الاستديو نجاحات عدة مثل "فندق جراند" (1932)، "النساء" (1939). وموَّل الاستديو ديفيد أوسيلزنك "ذهب مع الريح" (1939) وكان موزعه الوحيد."
تابع المدير بريرتون حديثه قائلاً "انخفضت أسهم الشركة في الخمسينيات وخضعت لسلسلة من التغييرات الإدارية التي بدأت في الستينيات. فاضطر الاستوديو أن يبيع العديد من ممتلكاته في السبعينيات إلى مشاريع غير متخصصة بالأفلام مثل الفنادق والكازينوهات." ووضح أن "من عام 1973 فصاعدًا، كان لدى "إم جي إم" العديد من "الجمعيات المالية" - (Financial Aggregation) مع استوديو آخر للصور المتحركة، "مؤسسة الفنانين المتحدة".
وأضاف بريرتون أن لعب "ماركوس لوي" دوراً بهماً في انضمام بعض الاستديوهات، مما سمح للشركة بشراء ثلاثة منها رغم الظروف المالية المتدنية. واختلفت هذه الاستديوهات عن "فوكس"، "ديزني"، و"وارنر بروز"، على إنها استديوهات مستقله تماماً، مما جعلت الشركة تنافس اليوم شركتي "أبل" وأمازون" في صناعة محتوى يتناسب مع تغيرات عصرنا ومطالب المشاهدين. ولم ينسى بريرتون ذكر أن شركة "إم جي إم" مشهورة في احتوائها لأقدم الأفلام في مكتبة صنِّفة في المركز الثاني عالمياً وقال أن "الأفلام لم تدفن بتاتاً، بل أصبحت أفلاماً كلاسيكية".
وبعد سرد تاريخ الشركة، انتقل النقاش حول استعدادهم للاحتفال بالذكرى السنوية 100 للشركة التي حشدت عدد من أهم الفنانين الأمريكيين والبلدان المجاورة في أعمال جذبت الجمهور وكما أفاد "لن تخيب أعمالنا القادمة أحد، حيث ستطلق الشركة موسم الخامس والعشرون لمجموعة أفلام جيمس بوند".
وترك المحاور سكريجر، وقتاً خاصاً بالحضور لطرح أسئلتهم على كريس بريرتون. فسأل العديد من الطلاب عن محتوى الأفلام التي تعرض في الصالات الأن والعديد من الأفلام الكلاسيكي التي انطبعت في أذهان جيل العصر الجاري، وعبَّر بريرتون عن اعجابة لمدى تطور الثقافة السينمائية والبرامج التلفزيونية عند طلاب الجامعة. وكان من ابرز الاسئلة التي وجهة "هل تعرضت "إم جي إم" لأي انتقاد بسبب ظهور محتوى يشير إلى العنصرية "العرق" في البرامج والأفلام؟"
ونذكر بأنها لم تكن هذه الجلسة الأولى لمدير العمليات إم جي إم"، كريس بريرتون، بحضور جمهور عربي شرقي ولكنها المرة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة. وسيجري في الحادي عشر من الشهر الجاري جلسة نقاشية تحت عنوان "ساعة الطاقة مع كريس بريرتون "إم جي إم" في جامعة جورجيا.
Comments