ما هدف ويكيليكس الحقيقي؟
اهتزَّت وسائل الإعلام في العالم، على إثر تسريبات موقع ويكيليكس الإلكتروني، منذ تأسيسه في عام ٢٠٠٦، من قبل مبرّمج الكمبيوتر والناشط الأسترالي، جوليان أسانج. وحدد القضاء البريطاني، الخميس الماضي، يوم الرابع من يناير/كانون الثاني للبت في قرار تسليم مؤسّس ويكيليكس، إلى الولايات المتّحدة.
لأول مرة استطاع موقع إلكتروني يمتاز بالشفافية المطلقة، أن يتميَّز بقوة إعلامية ضخمة، تثير غضب الولايات المتحدة ورئيسها بعد كشف ما يقارب من ربع مليون برقية دبلوماسية مشّفرة، وقبلها عشرات الآلاف من الوثائق السرية المتعلقة بالحرب في أفغانستان والعراق. ولكن هل هي حقاً حريَّة أم مؤامرة لم تتضح أسرارها بعد؟
هل منظمة ويكيليكس قانونية؟
في هذا الشأن، يقول كبير مدرِّبي فوكس اكاديمي، عمَّار شهاب، بأن تقارير الويكيليكس هي نوع من الصحافة الاستقصائية. هدفها الأساسي يتمثل في "فضح الأنظمة القمعية والسلوكيات الخاطئة التي تقوم بها كل من حكومات الدول أو شركات عالمية". موضّحاً، بأنه ليس من المنطق أن نحمِّل ويكيليكس قضية المؤامرة في تسريب أخبار مدسوسة "بحسب أجندات سياسية خاصة".
رغم هذا يؤكد شهاب، بأن "الصحفي يجب أن يتمتع بالفطنة والمعرفة ومعايير الابتعاد بعمق التفكير الصحفي كي ينجح استقصائه ويرى الرسالة المبطنة عند تعامله مع أي من تسريبات ويكيليكس". وأضاف بأن الصحفي، يتلقى التدريب الذي يحثه على "الاستقلالية في صياغة الخبر بطريقة لا تؤذي أمن البلاد، ولا تدعم قضايا العنف والإرهاب أو تحرِّض على أشياء تتنافى مع رسالة الإعلام السامية".
قمع الولايات المتحدة لحرية الرأي والتعبير
تعليقاً على اتهامات الولايات المتّحدة، بأن مؤسّس ويكيليكس يعرِّض مصادر الاستخبارات الأميركيّة للخطر، أشار مدرب فوكس إلى، أن "قضية ويكيليكس أصبحت إحدى الاستراتيجيات التي تستخدمها أمريكا لتخويف من يشكك بسياسة الدولة". لذلك انقسمت آراء الشعب الأمريكي بخصوص تسريبات ويكيليكس خاصة بعد محاولة اغتيال أسانج واحتمالية تنحي بريطانيا عن حمايته.
تُظهر هذه الإحصائية من موقع ستاتيستا، معلومات حول تفضيل ويكيليكس بين الراشدين في الولايات المتحدة، من أبريل/ نيسان ٢٠١٩. خلال فترة الاستطلاع، صرَّح تسعة بالمئة فقط من المستجيبين بأن لديهم رأيًا إيجابيًا للغاية عن ويكيليكس. وهذا يبيِّن قلق الشعب الأمريكي من تشدد قمع الدولة لحرية الرأي والتعبير.
أخبار ويكيليكس تتبع أجندات سياسية
على الصعيد الآخر، لم يشاطره الرأي، مذيع في تلفزيون دبي، محمد السلطي، الذي يرى بأن ويكيليكس لا تعتبر وكالة أنباء يعتمد عليها أي صحفي يعمل في القطاع الحكومي. موضحاً، "الصحفي لا يعلم ما الأجندة السياسية التي جعلت ويكيليكس تسرِّب هذا الخبر في هذا الوقت المحدد". وأضاف بأنه تلقى منذ فترة، خبر مسرَّب عن شركة اماراتية تعلن إفلاسها، لكنه لم يستطع استخدامه بسبب عدم صدوره من المصدر الرئيسي".
على النطاق المهني الصحفي، يقول السلطي بأن لموقع وييليكس ايجابيات فيما يتعلق بحقوق الإنسان والشعوب المقهورة. حيث استطاع أسانج بتسريبه لإجراءات التشغيل في معسكر الاعتقال بخليج جوانتانامو، بفضح طريقة تعامل الجيش الأمريكي للسجناء ومنعهم من مقابلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
والجدير ذكره بأن ويكيليكس سربَّت ما يقارب ١٠ ملايين من الوثائق السرية التي تغطي كل شيء من صناعة السينما إلى الأمن القومي والحروب، والتي أغضبت الكثيرين من رؤساء وزعماء العالم. وتعتمد ويكيليكس على العمل التطوعي حيث أنه لا يوجد مقر رئيسي للمنظمة غير التجارية.
Comments