top of page
Writer's pictureRazan Abou Chakra

دبي مدينة تجمع رواد المجتمع الفني والملتقى كان – آرت دبي – لإثراء الحوار الفنّي العالمي


شهد معرض “آرت دبي” بنسخته الرابعة عشر على حوار فنّي عالمي حرص على تأمين بيئة مُهيأة وآمنة في زمن وباء “كوفيد – ١٩”، وهذا من خلال انتقاله لمقر آخر هذا العام، وهو مبنى البوابة الشهير في مركز دبي المالي العالمي الذي فتح أبوابه من ٢٩ آذار/ مارس واستمر حتى ٣ نيسان/ أبريل من العام الجاري لإعادة ملامح الحياة كما كانت عليها.

ففي بيان صادر زودّنا به كصحيفة محمد بن راشد للإعلام، صرّحت المديرة الإقليميَّة “آرت دبي”، هالة خيّاط، “شعرنا أنه من مسؤوليتنا إظهار الدعم لمجتمعاتنا خلال هذه الأوقات الصعبة، عن طريق إيجاد طريقة للمضي قدمًا في معرض، على أرض الواقع، مع الحفاظ على سلامة المشاركين والزوار على رأس أولوياتنا”.


وفي استقبال “آرت دبي” ل٥٠ معرضاً فنياً، هم رواد الفنون الحديثة والمعاصرة من ٣١ دولة حول العالم وصولاً لجنوب شرق آسيا والقارة الأفريقيَّة وآمريكا اللاتينيَّة وأستراليا، تشرح خيّاط بأنَّ المعرض رسَّخ مكانته كأحد أهم المعارض الفنيَّة في العالم، لجمع المواهب الإبداعيَّة المحليَّة والدوليَّة وعشاق الفنون في آنٍ واحد.


وتطمح إدارة المعرض لتوسيع دائرة الحوار الفني في دبي لتكون هي البيئة الداعمة لنمو المشهد الفنّي الفريد من نوعه، لترويج أعمال الفنانين الناشئين نحو العالميَّة، خلال تعزيز التعاون مع شركاء آخرين في القطاع الإبداعي مثل “دبي للثقافة”.


في هذا الشأن، قالت مديرة غاليري مارك هاشم من نيويورك وباريس ولبنان – بياتريس صفي الدين، في اليوم الرابع من افتتاح المعرض والذي هو اليوم الأول لحضور عامة الزوار، بأن “إدارة “آرت دبي” أصرّوا على استقطاب أعمال لفنانيين عالميين للتعرف عليهم أكثر”. وهذا تماماً ما يمثل هدف غاليري مارك هاشم حيث وضَّحت صفي الدين، “نرى دبي مركزًا للفنون في جميع أنحاء العالم لقدرتها على جمع هذا التنوع الوفير من الثقافات المتعايشة مع بعضها البعض”.


وأشارت إلى أنَّ زوار المعرض يحبون الفن والمشاركة في حوار فنّي عميق ومثري لثقافتهم “فخلفيَّة العمل الفني أصبح أحد العوامل المهمة في الظروف الراهنة، على سبيل المثال، العمل المستوحى من انفجار مرفأ بيروت للفنان إيف حياة ولفنانين آخرين من نيويورك وباريس”.

لوحة فنيَّة من "الأكلريك" للفنان الفرنسي من أصول مصريَّة، إيف حياة في معرض "آرت دبي" - نيسان/ أبريل ١ عام ٢٠٢١. تصوير: رنيم القاضي


أما على الصعيد الفن المحلي ودعم الفنانين الناشئين، عرض غاليري ليلى هيلر، من نيويورك عمل الفنانة شابة زينب الهاشمي (اماراتيَّة الجنسيَّة)، في مشروع جمع بين عنصرين أساسيين في الدولة: الجمل والنفط. لذلك في مقابلة خاصة مع صاحبة المعرض، ليلى هيلر، شرحت: “وضعيَّة هذا المجسم يشبه وضعيَّة جلوس الجمل الذي يحمل الماء في جوفه مثل الدلو الذي يحتوي على النفط الذي هو مصدر الدخل في البلاد”. وبيع هذا العمل لشيخة إماراتية تدعم الفن المحلي لكنها لم تقبل التصريح لنا.


مجسم للفنانة الشابة زينب الهاشمي في معرض “آرت دبي” – نيسان/ أبريل ١ عام ٢٠٢١. تصوير: رنيم القاضي.


وفي سؤالنا عن اختلاف إقبال الزوار للمعرض وحوارهم مع الفنانين وأصحاب الغاليريات، أفادت هيلر بأن الجميع متحمس للعودة على حضور معارض بشكل شخصي والالتقاء بعدد وفير من الناس قادمون من جنسيات مختلفة. وأضافت بأن، “الفنانين متحمسون للغاية لمشاركة فنهم وأخذ تعليقات الزوار عليها”.


وعبرت هيلر عن إعجابها بعدد الحضور الوفير لهذا العام من الزوار والغاليريات من مناطق مثل أستراليا وآسيا وأفريقيا وكولومبيا وأمريكا اللاتينيَّة، وهي سعيدة بهذا التنوع. وبررت “هذا التنوع هو السبب الذي جعل دبي مقر الفن الحديث والمعاصر في الشرق الأوسط ونقطة تحول عالمياً منذ ٢٠٠٥”.


في هذا السياق، وجدنا غاليري شارك العام الماضي مرئياً عن بعد وهذا العام هو أول مشاركة فعليَّة له، حيث قالت مؤسسة مشاركة ومديرة إدارة غاليري “مشروع عكا”، ليديا خاشاتوريان، “نشارك هذا العام بعرض أعمال فنان أفريقي معاصر الذي استوحى من فن مايكل أنجلوا “بياتا” لرسم صورة ذاتية – “Self – Portrait” له باستخدام الفحم وهو مستلقي في حضن سيدة هي جزء من ثقافته الخاصة”. هذا تماماً ما يعبر عن دمج العلوم الثقافية من مصادر مختلفة حول العالم لعرضها في مجمع فني ينبثق الفكر من ثقافة إلى ثقافة أخرى.


لوحة فنيَّة للفنان النيجيري، كيليتشي تشارلز نوانيري في معرض “آرت دبي” – نيسان/ أبريل ١ عام ٢٠٢١. تصوير: رنيم القاضي.


وكانت لفتة جميلة جداً، عندما عُرضت أعمال من جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، من قبل معرض مؤسس في نيويورك – أمريكا. حيث يدعم تبني المعرض لأعمال بعيدة عن ثقافتهم، الفن المحلي عند الجمهور الأجنبي، ففي حوار مع مدير غاليري “أيكون”، هاري هاتشيسون، قال: “لقد أتينا إلى “آرت دبي” منذ أكثر من ١٠ سنوات. ونستمر حتى اليوم في العودة مجدداً لأن لدينا العديد من الأصدقاء وهواة جمع الفن الذي نريد إعادة لقائهم مرة أخرى والتواصل معهم”. وأكَّد أن المشهد الفني في دبي “مثير للغالية ومجتمع مليئ بالأفكار المذهلة”.


وجدير الذكر، بأن “آرت دبي” أصبح حدثاً أساسياً منذ ٢٠٠٧ لإثراء وتوسيع المشهد الفني في الشرق الأوسط بالإشتراك مع هيئة الثقافة والفنون في دبي، ليكون هو المعرض الفني الدولي الوحيد الذي أقيم في الربع الأول من عام ٢٠٢١، كما تم إضافة “برنامج المشاركة عن بعد”، لتمكين المعارض غير القادرة على المشاركة الحضورية. ويستوفي مقر العرض أعلى معايير الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامات بشكل دائم وإقامته لستة أيام للحد من عدد الزوار عبر تقسيم وقت حضورهم في الحجز على تطبيق “آرت دبي”، وأيضاً ساعدت المرافق الخارجيَّة الموجودة في مركز دبي المالي العالمي وهذا بعد انتقاله من مقره الأساسي “مدينة جميرا”، لإعطاء مجال للالتزام بالتباعد الاجتماعي.

5 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page