استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين، ضمن فعالياته، مساء أمس الجمعة، ثلاثة من كتَّاب المهجر، الأستاذة ساجدة علي، الأستاذة ليلى أبو العلا، والأستاذ محمد أبي سمرا، بإدارة ليلى الوافي في جلسة حوارية جمعت قراء العرب المغتربين والأجانب في الوطن العربي. ودار الحوار حول الأفكار التي ألهمتهم وحفزتهم على الكتابة، والقصص التي أثرت بهم، والتحديات التي واجهها المهاجرون حين غادروا الوطن العربي، بالإضافة إلى القيم الإنسانية وصراعات الوجود الهوية الفردية.
وبدأت مديرة الجلسة، بطرح أسئلتها بعد أن عرَّفت الجمهور بمسيرة الكتَّاب المهنية، حيث كشف كل من الكتًّاب ما ألهمهم للكتابة، فعلَّقت، الكاتبة ساجدة علي، "ما ألهمني على الكتابة هو عدم رؤية نفسي في محيطي الاجتماعي، لذلك قررت أن أكون كاتبة كي أكتب عن شخصية مسلمة في أمريكا."
وقالت الكاتبة السودانية، ليلى أبو العلا، "أنا هاجرت إلى سكوتلاندا، وهناك شعرت بالشوق للعودة إلى وطني، حيث شرعت في الكتابة كهواية كي أشعر أن للإنسان المسلم مساحة في الأدب الأجنبي."
وباشر الصحفي والكاتب اللبناني محمد أبي سمرا، بشرح أن "لبنان متنوع بهوية جماعته ولكن يوجد نوع من التثاقف، وبالنسبة لي فالكتابة هي هجرة وانقطاع عن هوية سابقة، وبناء هوية متنقلة تختار فرديتها ولا تتبع من سبقها." وأكمل أنّ "الرواية لا تربط ما بين الجماعة؛ فهذا عمل السياسيين".
وأشارت علي، إلى أنها تكتب من وجهة نظر أولادها، حيث قالت إنّ "معظم قصص المهاجرين تعيد -"The Narrative of the coloured people" في أمريكا الشمالية، لذلك أنا لا أكتب كشخص غريب." وأضافت بأنها تعرضت بسبب الإسلاموفوبيا للتنمر من قبل زملائها ومعلماتها، لذلك كتبت شخصية زينب القوية التي استطاعت أن تواجه المجتمع. وردت على سؤال أحد الحاضرين بخصوص الحب في روايتها: "لم يتوجه لي أي قارئ ينتقد قصة الحب في روايتي، بل على العكس احترموا العلاقة ما بين آدم وزينب."
وعلَّق أبي سمرا على موضوع الإسلاموفوبيا، بأنّ "المسلمين في أوروبا يجب أن يتخذوا موقفاً غير مسالم تجاه ما يتعرضون له، ولكن الكتابة هي تصفية حساب مع النفس، وليس الصدام مع الآخرين." وشرح بأنّ "على كل إنسان البحث عن هويته الفردية وليس هويته الاجتماعية."
وانتقالاً إلى موضوع اللغات وأساليب الكتابة، كشفت أبو العلا، أنها اختارت اللغة الانجليزية كاللغة الفاصلة ما بين جنسيتها السودانية وكلامها المصري التي تعلمته من والدتها. وشرحت "أنا أسمع صوت شخصيات روايتي وحديثهم في اللغة العربية، ولكنني أترجمها مع ترك بعض العبارات العربية التي بدأت تدخل في المعاجم الأجنبية."
وفي حديثها، قالت علي، "أنا لا أجيد اللغة العربية، ولكن حين أسمع العبارات التي تستخدمها أمي أحاول أن أجسدها للقارئ الأجنبي، وتقديمها له مع مشاعر الكلمات العربية الخاصة. لذلك نرى الآن أن معظم الأجانب يفهمون العبارات العربية المشهورة."
ورد الصحافي اللبناني بأنه "في القرن التاسع عشر بدأت اللغة العربية الفصيحة بخلق تسمية للأشياء في العالم كسيارة، طائرة. والصحافة حين كتبت في اللغة العربية بدأت بخلق بعض التسميات." وأكمل أنّ "الرواية العربية في مأزق؛ حيث إنها حركت العالم الحسي. لذلك نرى العديد من الكتَّاب يستخدمون اللغة العامية بدلاً من اللغة البلاغية الإنشائية."
وتعتبر ساجدة علي، كاتبة رواية "Saints and misfits"، التي دخلت في نهائي بطولة وليام موريس عام 2018. ونشرت روايتها "الحب من A إلى Z"، قصة عن العثور على الحب في زمن رهاب الإسلام - "إسلاموفوبيا"، في 2019 بواسطة سيمون وشوستر.
وحازت ليلى أبو العلا، على جائزة "كين" العالمية للأدب الأفريقي عن قصة المتحف "The Museum" التي تضمنتها مجموعتها القصصية "أضواء ملونة" وأذاعت لها بي بي سي (BBC) مجموعة من القصص القصيرة والمسرحيات بمعالجة درامية إذاعية. ومن أهم كتاباتها الروائية، "المترجمة"، "المنارة" و"لطف الأعداء".
وجدير بالذكر أنّ محمد أبي سمرا، تخرج من دار المعلمين عام 1977 ثم بدأ العمل في الصحافة الثقافية، ونال شهادة دبلوم في علم الاجتماع الثقافي عام 1984، وكانت أطروحته حول الأخوين رحباني وفيروز وتأثيرهم على الحياة اللبنانية. ومن أهم كتاباته رواية "بولين وأطيافها" التي نشرت عام 1990 في بيروت، تلتها روايات "الرجل السابق"، "سكان الصور" و"كزابلانكا بيروت كردستان"، وسواها.
Kommentare