مبادرة جميلة من عاصمة الثقافة

اقتتاح معرض الشارقة للكتاب في ظلّ الظروف الراهنة...

"العالم يقرأ من الشارقة"، هذا هو التحدّي الجديد الذي اتخذته الشارقة، على عاتقها، في افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب ٢٠٢٠، في ظلّ الإغلاقات التي طالت جميع الفعاليات ومعارض الكتب حول العالم. حيث وصف رئيس قسم الاتصال المؤسسي في هيئة الشارقة للكتاب، بدر محمد صعب، "نحن في مرحلة التعافي من صدمة جائحة كوفيد-١٩"، إلا أنه شدد على أن الهيئة لم ترد أن تنقطع "ديمومة الفعل الثقافي وأن يبقى الكتاب حاضراً في حياة الناس" الذي يعتبر واحداً من أهم الوجهات التي تترجم ما يحرص على تنفيذه عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حين خاطب في عام ١٩٧٩:

"آن الأوان لوقف ثورة الكونكريت في الدولة لتحل محلها ثورة الثقافة".

أكد صعب بأن جميع شروط الوقاية والإجراءات الاحترازية والتعقيم التي تتبعها منظمة الصحة العالمية، مطبّقة في مقر المعرض "لحرصنا على سلامة زوارنا." وفي هذا الشأن، شرحت المسؤولة التنفيذية للعلاقات العامة في هيئة الشارقة للكتاب، زاكيا نوري، "كان التحدي لنا أن نخلق بيئة آمنه عن طريق وضع استراتيجية تسمح بأن يزور الجميع الحدث بأربع فترات مختلفة". أما على صعيد الفعاليات، فقالت النوري، "نظمنا جميع الفعاليات الثقافية المصاحبة للحدث عن بعد عبر منصة "الشارقة تقرأ"/ https://ar.sharjahreads.com/about، التي تم اطلاقها لتستضيف نخبة من الأدباء والروائيين والمفكرين العرب والأجانب.

آراء دور النشر وزوار المعرض

قال مسؤول دار الكتاب العربي والأكاديمية، محمد سعد، "أنا مسرور جداً من أعداد زوار المعرض" حيث اعتبر أن إقامة هذا المعرض بهذا الوسع وسط كل الظروف "بادرة خير تحبذ المعارض الثقافية الأخرى حول العالم".

ولكن هذا السرور لا يعبر عنه مدير العام، لدار "Culture & CO"، ميشال شويري، الذي رأى أختلافاً واضحاً بنسبة زوار المعرض معلقاً، "بطبيعة الحال الإنسان يخشى على روحه" لذلك أشار إلى إن بسبب جائحة كورونا "ازدادت نسبة المبيعات عبر المواقع الإلكترونية خشية انتشار الوباء".

أما على النطاق العام لنسبة القراءة، قال الكاتب الإماراتي، أحمد إبراهيم، "الجائحة وفرّت الظروف الإلزامية لحثّ الناس على بدء القراءة". وشدد أن هذا "لم يخلق نسبة جديدة من القرّاء في حين سيطرت الثورة المعلوماتية على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي". وأشار إلى أن "دور النشر تعاني اليوم بنسبة مبيعاتها".

وهذا ما يخالف ما صرّح به الشويري، الذي أكّد بازدياد ملحوظ في نسب مبيعات الكتب حتى بعد انتهاء فترة الحجر.

وكان لزوار المعرض وقفة للاستفسار عن مدى رضاهم، حيث ترى مستشارة المعاملات المالية ل"PricewaterhouseCoopers"، أنام شاهيد، (٣٠ عاماً)، التي تنقل "عربتها" الثالثة من الكتب، بعدم تأثرنسبة القراءة بشكل مباشر. ولكنها أشارت إلى خفض التنوع الذي اعتادت عليه سنوياً وعللتها بأن "القدرة الشرائية عند الجميع انخفضت بشكل واضح".

أما زائرة للمرة الأولى، سمر حسن، (٥٥ عاماً) قالت بأن "تأثير الجائحة على هذا القطاع كان ايجابياً حيث قرأ العديد في فترة الحجر المنزلي." وقالت حسن، "أعجبني التنوع الموجود هنا. وكانت الإجراءات المتخذة مطمئنة للزوار".

وفي هذا الشأن، عبَّر فريق من "Italian trade Agency"، عن سرورهم بضم المعرض لكل هذه الثقافات المتنوعة مع الحرص على سلامة الجميع.

وجدير الذكر أن المعرض يتم تنظيمه سنوياً من قِبَل هيئة الشارقة للكتاب، منذ دورته الأولى من عام ١٩٨٢. وفي دورته ٣٩ من هذا العام، يقام ضمن سلسلة من الإجراءات الاحترازية بسبب تفشي وباء كوفيد-١٩. ويعد ثالث أكبر معرض في العالم، والمقصد الأول للقرّاء الذين يبحثون عن تنوع كبير للكتب، مع فرصة التواصل مع مجموعة من الأدباء والكتّاب وغيرهم من الشخصيات القادمة من مختلف أنحاء العالم.