top of page
Writer's pictureRazan Abou Chakra

مبتذل أم جريء: كيف تحوّل فيلم ”Cuties” إلى قضيَّة عالمية؟



أثار الفيلم الفرنسي Mignonnes – Cuties”، للكاتبة والمخرجة الفرنسية السنغالية، ميمونة دوكوري، غضب أعضاء الكونغرس الأمريكي، وأشعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، بعدما بدأ بثه في التاسع من أيلول (سبتمبر) الماضي، على منصة “Netflix”، حيث تم اتهام المنصة بمخالفة القوانين وعرض مادة “رذيلة” تسيء جنسياً للفتيات في سن ما قبل المراهقة.



ودعا عضوان في مجلس الشيوخ الجمهوري، هما تيد كروز وتوم كوتون، وزارة العدل، للتحقيق في إنتاج الفيلم. وطلب كروز، في رسالة إلى المدعي العام ويليام بار، “تحديد ما إذا كانت Netflix أو مدراؤها التنفيذيون أو الأفراد المتورطون في تصوير وإنتاج “Cuties” قد انتهكوا أي قوانين فيدرالية ضد إنتاج ونشر المحتوى الإباحي للأطفال”.

وتبيّن فيما بعد أنّ الضجة حول الفيلم مبالغ فيها، وتم تسييسه في سياق التنافس الانتخابي، عشية انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 3 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وتركزت الاتهامات حول الدراما الاجتماعية التي وصفت بأنها “نتاج ثانوي لثقافة ليبرالية” تروّج للاعتداء الجنسي على الأطفال”.


هل يشجع الفيلم على البيدوفيليا؟

ورداً على الاتهامات، وضَّحت مخرجة الفيلم دوكوري في مقابلة على “Netflix Film Club”، بأنّ أحداث “Cuties” تدور حول فتاة سنغالية تُدعى إيمي (فتحية يوسف)، تبلغ من العمر 11 عاماً، وتعيش في إحدى ضواحي باريس الفقيرة، مع عائلتها المسلمة المتدينة. ومع تطور الأحداث، تبحث إيمي عن انتماء شخصيتها في مجتمعين متناقضين. وتحاول أن تبرز نفسها لتحقيق حلمها والتحرر من القيود المجتمعية التي فُرِضت عليها.

وقالت دوكوري: “خطرت لي هذه الفكرة بعدما شاهدت مجموعة من الراقصات الصغيرات في باريس، يرقصن رقصات تشبه تلك التي تعرض في الكليبات العالمية.”

وأضافت دوكوري: “لقد تلقيت هجوماً على البطلة الرئيسية من أشخاص لم يشاهدوا الفيلم، والذين اعتقدوا أنني أصنع فيلماً يبرر اشتهاء الأطفال جنيسياً”، وهو ما يعرف بـالبيدوفيليا (Pedophilia). وكشفت أنها تلقت تهديدات عديدة بالقتل.

وفي هذا السياق، يؤكد مؤسس آدم فيلم، عبدالسلام بدران، أنّ “أغلب منتقدي الفيلم لم يشاهدوا إلا إعلاناته الترويجية. وحكموا على المشاهد الجريئة والرقصات الإيحائية دون استيعاب الأفكار المطروحة التي أرادت الكاتبة معالجتها”.

ومع ذلك، أنحى بدران باللائمة، على أهالي الممثلات وشركة الإنتاج لسوء معاملة الأطفال، وتعريضهم للخطر، خاصة أنّ “أي تغيير في مجتمع يبدأ من الأطفال”.

ماذا قال أهل الإختصاص؟

“طريقة معالجة الفيلم لم تكن أخلاقية”، هذا ما ذكرته كاتبة السيناريو وصانعة الأفلام، رند حديد، التي فهمت رسالة دكوري “القوية والحقيقية” بخصوص تجسيد مشكلة نعاني منها في عصرنا الحالي. لكنها أكدت أنّ الفيلم “تجاوز الخط الرفيع ما بين السيناريو المبتذل أو الجريء”.

وأشارت حديد إلى أنّ الفيلم “لا يحرِّض على فكرة التحرّش بالأطفال”. وترى بأنه كان على الرقابة السينمائية، عدم السماح في تمادي المخرجة إلى هذا الحد. مضيفةً “كان بإمكان دكوري معالجة الرسالة دون تلك المشاهد الإغرائية التي ستؤثر حتماً على الأطفال ومستقبلهم”.

تعليقاً على الفيلم، قال صانع المحتوى ومقدم سينما حمدي، حمدي عناني، “أنا لا أحب أن تُشاهد مثل هذه الإنتاجات”. مبرراً ذلك بأنّ الفيلم “لم يكن تجربة آمنة وصورة طبيعية تستخدم فيها تلك الممثلات القاصرات في معالجة موضوع كهذا”.

وأضاف “المنتج التسويقي مستفز لدرجة علّق معظمهم عليه وانتقدوه قبل مشاهدة الفيلم”. ووضّح عناني، بأن ما لعب دوراً في إثارة هذا الجدل الواسع، هو التسويق العكسي، خاصة بعد أن جاء تقييم الفيلم على IMDb، ٢.٨/١٠.



على الصعيد الآخر، حاز الفيلم على إعجاب الجمهور بنسبة ٨٦٪ على موقع Rotten Tomatoes.



ودفاعاً عن الفيلم، نُشِرت تغريدة على صفحة “Heroic Girls – #MorethanCute”، توضّح: “Cuties” هو العنوان الأمريكي للفيلم الفرنسي “Mignonnes” الذي فاز بجائزة في Sundance. وأخرجت الفيلم امرأة فرنسية سنغالية سوداء البشرة، لتسلط الضوء على الاستخدام الجنسي المفرط للفتيات الصغيرات، وتبيّن مدى خطورة الموضوع”. كما تمت إضافة صور توضح ما الفرق بين الفيلم الحقيقي ومُلصَق الفيلم الأصلي الذي أدى إلى إلغاء مشتركين لحساباتهم على Netflix بأرقام قياسية، تتبعاً لمنتقدي الفيلم الذين لم يتضح لهم محور القصة وغاياتها الحقيقية.



الجدير بالذكر أنّ Netflix استحوذت على فيلم “Cuties” بعد فوزه في مهرجان Sundance السينمائي. ويحسب الفيلم من الأعمال، التي كان من الممكن أن تمر بسهولة في الولايات المتحدة، ولكنّ المواد الترويجية لـ Netflix جذبت انتباه مستخدمي الإنترنت، وأجبرت الشركة على الاعتذار فيما بعد، وتغيير ملصق إعلان الفيلم، بعدما تحوّل “Cuties” إلى قضية عالمية.

48 views0 comments

Recent Posts

See All

Comentários


Post: Blog2_Post
bottom of page