top of page
Writer's pictureRazan Abou Chakra

من لُغتنا الإعتياديَّة إلى علاقتنا بالأمكنة: ميس البيك في “تشكيل دبي” تقدم - رسالة من تحت القَدميْن

Updated: Mar 3, 2021


عرض لفيديو من تصميم ميس البيك ونص مريم الدباغ بعنوان "هنا هنا" في الجولة الختامية لمعرض "رسالة من تحت القَدميْن" في مركز "تشكيل دبي" - ند الشبا - ٢٧/٢/٢٠٢١ - تصوير رزان أبو شقرا


في ظل الظروف الراهنة في الوطن العربي والغربي، بات السؤال عن الهويَّة والإنتماء الجسدي والعقلي والزمني أبرز اهتمامات الفنانة الفلسطينيَّة، ميس البيك (٢٩ عاماً)، التي عملت على تجسيد أفكارها وأسئلتها بخصوص المصطلحات المُستخدمة في رسم علاقتنا بالأمكنة التي لا طالما ينشاء ارتباط ما بين الجسد والجغرافيا. وتتبلور هذه الأفكار في عرض حروف العلّة في مصطلحات مثل “مقيم” أو “وافد” أو “مواطن”.

“نمت علاقة بيني وبين الأراضي الفلسطيني دون أن أتواجد جسدياً، ويوجد علاقة أيضاً بيني وبين الإمارات التي أعيش فيها والولايات المتحدة، وكل هذه العلاقات جدير الإعتراف بهم”، هكذا وصفت لنا البيك، الحاصلة على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من كلية رود آيلاند للتصميم، وبكالوريوس في الهندسة المعمارية من الجامعة الأمريكية في الشارقة، في حوارها الخاص مع صحيفة محمد بن راشد للإعلام، فكرة التواجد بإرتياح في عدة أمكنة في اللحظة ذاتها والاعتراف بفرديَّة كل من هذه العلاقات التي تشكّل خبرتها ومنظورها الخاص عن الاغتراب والمنفى للبعض الآخر.


الجولة الختامية لمعرض “رسالة من تحت القَدميْن” في مركز “تشكيل دبي” وتلتها محادثات خاصة مع الزوار – ند الشبا – ٢٧/٢/٢٠٢١ – تصوير رزان أبو شقرا


المنفى ليس فراغ

في هذا الشأن، شدَّدت البيك على أن المنفى ليس فراغ، قائله: “نحن كفلسطينيين لم نقف عند حدث النكبة بل ما زلنا نعيش ونختبر الحياة كل منا حسب محيطه والتجارب التي يعيشها”، ووضّحت هذه الفكرة من خلال توظيف الوسائط الفنيَّة التي اعتمدت على استخدام “الضوء” كعنصر يرمز إلى كل تلك التأثيرات الخارجيَّة على هويتنا دون تغيير الملامح الجسديَّة.

وبخصوص العلاقة الثلاثيَّة بين الجسد واللغة والمكان، أرادت البيك المزج ما بين الطابع الشاعري الذي يترجمُ خبراتها الشخصيَّة وأسئلتها الوجوديَّة لتطوير أول معرض خاص بها، يطرح قضية آثار السياسات الاجتماعيَّة التي تحدد علاقتنا بالجغرافيا عن طريق الجسد واللغة. وأشارت إلى أنَّه “من الممكن أن نتخيل أن أجسادنا في قوالب يتغير أشكالهم تزامناً مع تحركاتنا”. لذلك من خلال عام من الانخراط في برنامج “الممارسة النقديَّة” في تشكيل دبي، توصلَّت البيك إلى الجزء الداخلي من “الفم” لتصوير التحركات الفمويَّة وتجريد الكلمة من رمزيَّتها ومعانيها.


الجزء الداخلي من “الفم” – أول تصميم ميس البيك في معرض “رسالة من تحت القَدمين” في مركز “تشكيل دبي” – ند الشبا – ٢٧/٢/٢٠٢١ – تصوير رزان أبو شقرا


قدرة البشر على بناء علاقات مختلفة

ونوّهت الفنانة على أنها من خلال العمل التجريبي الذي تطوَّر معظمه في فترة الحجر المنزلي أثر التباعد الإجتماعي على منظورها للعمل، خاصة بعدما اختبرناه بقدر كبير في الآونة الأخيرة، حيث اكتشفت قدرة البشر على بناء علاقات مختلفة مع أمكنة يتخيلها المرء أو يبنيها مع أمكنة بعيدة يتفاعل معها أو مع من يأتي منها عبر منصات افتراضيَّة.

وفي سؤالنا عن المشهد الفنّي في الوطن العربي وعن آثار التأثيرات السياسيَّة والوطنيَّة على نوعيَّة الفن الذي يعمل عليه معظم الفنانين الناشئين، قالت البيك “في إطار كل هذه الصراعات التي نواجهها في الوطن العربي، نشعر بعدم قدرتنا على فصل هذه المبادئ وحركات المقاومة من أعمالنا الفنيَّة وهذا كان وضعي في البداية لكني الآن بدأت أعمل على مشاريع بعيدة قليلاً عن المشهد الحاضر”.


مقابلة خاصة مع نائبة مدير في مركز “تشكيل”

وفي هذا السياق، أكدَّت لنا نائبة مدير في مركز “تشكيل”، ليزا بول ليشغار، بأن معظم الفنانين الناشئين الآن يطمحون لترجمة أفكارهم ومشاعرهم في فنهم وهذا بسبب التاريخ الحافل من التغيرات الحدوديَّة وغيرها الذي رافقت هذا الجزء من العالم. مضيفة “اللغة العربيَّة تموت اليوم” وهذا لأن الجيل الجديد يخلط ما بين ثقافات عالميَّة سائدة.

وشرحت ليشغار لنا وجهة نظر المركز حول أعمال البيك الفنيَّة التي زرنا عرضها الختامي في ٢٧ من شهر شباط / فبراير من العام الجاري والذي سينتهي الأحد المقبل، “تحدد ميس البيك هويتها وتعمل على طرح أسئلة مفادها إن كنَّا يجب علينا السؤال عن الهويَّة في عام ٢٠٢١”.

أما الإجراءات الإحترازيَّة لتفادي نشر وباء كوفيد – ١٩، مطبقة بشكلٍ يحرص على سلامة الموظفين والمشاركين والزائرين. وفي ظل الحجر المنزلي، تم إدارة جلسات للتحدث عن الصحة العقليَّة مع طبيب نفسي. وقالت ليشغار “الإبداع هو جزء من هويتنا كبشر ونحتاج إلى الإهتمام بصحتنا العقليَّة لنمتلك القدرة والحريَّة لمواصلة الإبداع، وبعد المرور بكل هذه الظروف، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى مساعدة الناس”.


زاوية لعرض كتاب ميس البيك بعنوان “رسالة من تحت القَدمين” في مركز “تشكيل دبي” – ند الشبا – ٢٧/٢/٢٠٢١ – تصوير رزان أبو شقرا


والجدير بالذكر، بأن المعرض أصدر كتاب يضم مختارات من الأفكار والمحادثات من البيك ومرشدي البرنامج. كما تشرف الفنانة على عدد من ورش العمل التفاعليَّة مع المشاركين بالمركز. وقد شاركت البيك في معارض جماعية عدة مثلاً في عمّان ودبي والشارقة ونيويورك، حيث كان عملها خليطٌ ما بين الممارسات البصريَّة والكتابة الأدبيَّة. ويعد “رسالة من تحت القَدمين” أول معرض تعرضه بشكل خاص في مركز “تشكيل”، وتحضر البيك لإقامة فنيَّة جماعيَّة في أذار/ مارس في دارة الفنون في عمَّان بعنوان “Postcolonial Ecologies” وفي حلول الصيف ستعمل مع مجموعة من “Bookrist Artist “Residency” في رومانيَّة وستعرض أعمالها الفنيَّة لمدة ٦ أشهر في “Abu Dhabi Cultural Foundation”.



مقابلة خاصة مع الفنانة الفلسطينيَّة ميس البيك عن المشهد الفني في الوطن العربي والآثار السياسيَّة والثقافيَّة على نوعيَّة الفن الصادر الآن.



مقابلة خاصة مع نائبة مدير في مركز “تشكيل”، ليزا بول ليشغار، عن مركز “تشكيل دبي” وتعريف المركز لعمل ميس البيك.

9 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page