top of page
Writer's pictureRazan Abou Chakra

همٌّ عالمي، وربحٌ فردّي…

مَن الُمستَفيد مِن وَباء كوفيد - ١٩؟


في ظلِ الظروف الراهنة، بات الهلع العالمي أداة مقياس نجاح الحملات التسويقية، لشركات السلع الإستهلاكية والطبيَّة وغيرها من شركات التسوق الألكتروني. حيث دفع الحجر المنزلي، في الربع الأول من السنة، عدداً كبيراً من المواطنين والوافدين في الإمارات، إلى شراء كمّيات هائلة من مساحيق الغسيل والمقرمشات والسلع الغذائية وغيرها، خوفاً من أي مستجدات طارئة.



عهد الكمامات

بعد انتهاء فترة الحجر المنزلي، أصبح ارتداء الكمامات شيئاً إلزامياً، ومشهداً مألوفاً على غير عادة. فارتفعت مبيعات الشركات المعروفة في مجال صناعة الكمامات والقفازات، مثل شركة "فالكون باك" - "Falcon Pack"، الذي أكَّد مديرها التنفيذي للمبيعات، أحمد النقيب، بأن جائحة كورونا ساهمت في توَّسع سوقها بشكل هائل، حيث لم يعد الطاقم الطبّي، المستهلك الوحيد للكمامة. ولاحظ توَّجه معظم الزبائن في البداية، نحو شراء الكمامات من النوّعية الجيدة أي الطبيِّة، بسبب انتشار الإشاعات التي زادت من قلقِهم.

إلا أن إطالة مدة الحجر، وتجميد حركة أغلب القطاعات التجارية، أدت إلى إنهيار الوضع الاقتصادي العالمي. ولكن لم يوقف ذلك، شركاتٍ عدة في الإستثمار في مجال صناعة الكمامات والقفازات، حتى أصبحت "الموضة الأوفر حظاً". فقال الصيّدلي في سلسلة صيدليات "بلوبيل" – “BlueBell”، سانتوش ب.، بأنه مازال يتلَّقى يومياً حوالي ٣ إلى ٤ عروض لشركاتٍ جديدة بدأت بإنتاج أو توزيع الكمامات.

تطبيق شروط وزارة الصحة على القطاعات الخاصة

شملت الإستفادة من وباء كوفيد – ١٩، شركات المنتجة للمطهرات والمعقمات – “Hospital Grade Disinfectant”، حيث جاءت الشروط الوقائية من وزارة الصحة في دبي، في مصلحتهم من حيث زيادة كمية مبيعاتها للقطاعات الخاصة مثل المدارس والجامعات.

وفي هذا السياق، أشار مشرف مرافق - Facilities Supervisor - مدرسة دبي الدولية – فرع القوز، برامود كومار، إلى ازدياد مشتريات المدرسة بنسبة ٥٠% عن العادة، لتأمين جميع مستلزمات عودة الطلاب إلى المدرسة، بناءً على شروط وزارة الصحة في دبي.

ولاحظ كومار، إرتفاعاً واضحاً في أسعار جميع الشركات التي كان يتعامل معها. وقال: "بتّ أشتري اليوم الأجهزة الاستشعارية لحفظ المطهِّر من شركة “Zytec” ب ١١٥ درهم للجهاز". وأضاف بأن، دخلت شركة "بوريل" - “Purell” - عالم صناعة أجهزة “Pouch” الموصى بها من الوزارة ب ٤٠٠ درهم. ووضَّح نسبة ازدياد مادة المطهّر بفارق ٣٥٠ درهم للإناء الواحد.

وكشف بأن "لم تقف التكاليف هنا، بل زادت أيضاً مبيعات شركات الكاميرات الحرارية – “Thermal Cameras” - التي أصبحت أساسية على كل مداخل المدرسة".


رأي تجار التجزئة

"المصنع لا يخسر، بل تاجر التجزئة هو من يتأثر بأسعار الإستراد والتصدير"، هكذا ردَّ مدير عام فرع التجزئة في سوبرماركت اسطنبول، جوي عقيقي، الذي لاحظ بأن أغلب الزبائن في أول أسابيع الحجر المنزلي، كانوا يشترون أعداد كبيرة من السلع الغذائية خاصة المقرمشات – Fast Snack - ذات الصلاحية الطويل مثل مقرمشات "برينجلز" و"أوريو"، خوفاً من انقطاعهم من السوق. وأفاد بأن زادت نسبة مبيعاتهم للمقرمشات خلال الحجر المنزلي ب ٣٠% وهذا يشكل مردود هائل للشركات الصانعة.

وإلى جانب السلع الغذائية، قال: "ازدادت مبيعات مساحيق التنظيف ب ٤٠%، لأن بات الجميع يرتدي القطعة مرة واحدة". وفي الربع الثاني من السنة، لم ينتهي نمو الاستهلاك المنزلي، لذلك الشركات التي توّزع "تايد" و "أيريل"، شهدت ارتفاع في مردودها المالي بشكل لم يسبق قبل.


عروض شركات المواقع الألكترونية

انتهزت شركات المواقع الألكترونية الفرصة لزيادة مردودها السنوي، عن طريق العروض والحملات التسويقية التي تقدمها لزبائنها. ومن أبرزها شركة أمازون العالمية، لرجل الأعمال، جيف بيزوس، الذي كان من أبرز الرابحين من تفشي وباء كوفيد - ١٩، بحسب ما كشفته صحيفة ديلي ميل البريطانية، حيث يربح أكثر من "٩٥٠٠ دولار في الثانية".

وعلى سبيل المثال، كشف مدير العمليات العام، في شركة توي والرد – Toy World - ، سوريش بول، بأن زادت نسبة إيراداتهم لشركة أمازون، لقسم الألعاب الترفيهية، بنسبة ٧٠%، رغم أن انخفضت نسبة مبيعاتهم المباشرة.

وقالت إحدى مستهلكي موقع أمازون، سمر حوراني، بأنها إتكلَّت على الموقع لتلبية أغلب احتياجتها من مساحيق التنظيف، والمستحضرات التجميلية، وغيرها من البضائع التي كانت تشتريها بسبب العروض والخصومات الجذابة، حيث عبّرت بقولها "كانت الأسعار أوفر بكثير من الأسواق المحلية."

يعد وباء كوفيد – ١٩ من أكثر الأوبئة تأثيراً على الأقتصاد الدولي، إلا أنه فتح مجالاتٍ عدة وجديدة للإستثمار، منها الكمامات والإستشارات الألكترونية وغيرها من النجاحات التجارية التي رسخت أقدامها بين قطعات "العالم المستقبلي". واعتمد المصرف المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة، "خطة الدعم الإقتصادي التي تشمل، قيمة ١٠٠ مليار درهم" من أجل دعم الاقتصاد الوطني، وحماية المستهلكين وجميع الشركات والقطاعات المتضررة اقتصادياً من الوباء.

دمتم ودامت الأمة بألف خير...


0 views0 comments

Recent Posts

See All

Commentaires


Post: Blog2_Post
bottom of page